١٤ تفسير روح المعالي الصلة بأجني وهو (أن لو نشاء) سواء كانت فاعلا أو مفعولا، ونقل أبو حيان عن الانبارى أنه قال: يجوز أن يكون معطوفا على (أصبنا ) إذا كان بمعنى نصيب فوضع الماضى موضع المستقبل عند وضوح معنى الاستقبال كما في قوله تعالى: تبارك الذى إن شاء جعل لك خيرا من ذلك أى إن يشأ ، يدل عليه ) و يجعل لك قصورا) فجعل لو شرطية بمعنى إن ولم يجعلها التى هى لما كان سيقع لوقوع غيره وجعل أصبنا بمعنى نصيب ، وقد يرتكب التأويل في جانب المعطوف فيؤول (نطبع) بطبعنا ، ورد الزمخشرى هذا العطف بأنه لا يساعد عليه المعنى لأن القوم كانوا مطبوعا على قلوبهم . وصوفين بصفة من قبلهم من اقتراف الذنوب والاصابة بها وذلك يؤدى إلى خلوهم عن هذه الصفة وأن الله تعالى لو شاء لاتصفوا بها ، وتعقبه ابن المنير بأنه لا يلزم أن يكون المخاطبون. وصوفين بالطبع ولا بدوهم وإن كانوا كفارا ومقترفين للذنوب فليس الطبع من لوازم الاقتراف البتة إذ هو التمادى على الكفر والاصرار والغلو في التصميم حتى يكون الموصوف به مأيوسا من قبوله للحق ولا يلزم أن يكون كل كافر بهذه المثابة بلى إن الكافر يهدد لتماديه على الكفر بأن يطبع الله تعالى على قلبه فلا يؤمن أبدا وهو مقتضى العطف على (أصبنا ) فتكون الآية قد هددتهم بامرين الاصابة بذنو بهم والطبع على قلوبهم والثانى أشد من الاول وهو أيضا نوع من الاصابة بالذنوب والعقوبة عليها ولكنه أنكي أنواع العذاب وأباغ صنوف العقاب ، وكثيرا ما يعاقب الله تعالى على الذنب بالايقاع فى ذنب أكبر منه، وعلى الكفر بزيادة التصميم عليه والغلوفيه كما قال سبحانه: (فزادتهم رجسا إلى رجسهم ) كما زادت المؤمنين إيمانا إلى إيمانهم و هذا النوع من الثواب والعقاب مناسب لما كان سببا فيه وجزاء عليه فثواب الايمان إيمان وثواب الكفر كفر، وإنما الزمخشرى يحاذر من هذا الوجه دخول الطبع في مشيئة الله تعالى وذلك عنده محال لأنه زعمه قبيح والله سبحانه عنه متعال ، وفى التقريب نحو ذلك فانه نظر فيما ذكره الزمخشري بأن المذكور كونهم مذنبين دون الطبع وأيضا جاز أن يراد لو شئنا زدنا في طبعهم او لأمناه ، والحق كما قال غير واحد من المحققين أن منعه من هذا العطف ليس بناء على أنه لا يوافق رأيه فقط بل لأن النظم لا يقتضيه فان قوله سبحانه : فهم لا يسمعون أى سماع تفهم واعتبار يدل على أنهم مطبوع على قلو بهم لأن المراد استمرار هذه الحال لا أنه داخل في حكم المشيئة لأن عدم السماع كان حاصلا ولو كان كذلك لوجب أن يكون منفيا، وأيضا التحقيق لا يناسب الغرض ، و ( كذلك يطبع الله على قلوب الكافرين) ظاهر الدلالة على أن الوارثين والموروثين كل من أهل الطبع وكذا قوله سبحانه: (فما كانوا يؤمنوا) يدل على أن حالهم منافية للايمان وأنه لا يجىء منه البتة وأيضا ادامة الطبع أوز يادته لا يصلح عقوبة للكافرين بل قد يكون عقوبة ذنب المؤمن كما ورد في الصحيح وما ورد من الدغدغة على هذا مالا يلتفت اليه ( تِلْكَ الْقُرَى نَقُصُّ عَلَيْكَ من أَنْباتها ) جملة مستأنفة جارية مجرى الفذلكة مماقبلها منبتة عن غاية غواية الامم المذكورة وتلك اشارة إلى قرى الامم مبتدأ والقرى . وجوز أن تكون للجنس ، وهو . المحكية من قوم نوح وعاد وثمود وأضرابهم ، واللام للعهد و صفته والجملة بعده خبر * وجوز الزمخشرى أن تكون تلك مبتدأ ، والقرى خبر ، والجملة خبر بعد خبر على رأى من يرى جواز كون الخبر الثانى جملة ، وأن تكون الجملة حالا، وإفادة الكلام بالتقييد بها ، واعترضه في التقريب بأنه جعل شرط الإفادة التقييد بالحال وعلى تقدير كون ذلك خبراً بعد خبر ينتفي الشرط إلا أن يريد تلك القري
صفحة:روح المعاني09.pdf/14
المظهر