انتقل إلى المحتوى

صفحة:روح المعاني09.pdf/12

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
١٢
تفسير روح المعاني

من ١٢ القحط وضيق تفسیر روح المعاني مكة وما حولها فوجه ذلك أظهر لأن منشأ الانكار ما أصاب الامم السالفة لا ما أصاب أهل مكة ومن حولها الحال ، وربما يقال : إذا كان المراد باهل القرى فى الموضعين أهل مكة وماحولها يكون العطف على الاقرب أنسب ، والمعنى أبعد ذلك الاخذ لمن استكبر وتعزز وخالف الرسل عليهم السلام وشيوعه والعلم به يأمن أهل القرى المشاركون لهم في ذلك أن يأتيهم باسنا ) أي عذابنا ( بيتا ) أي . وقت بيات وهو مراد من قال ليلا، وهو مصدر بات ونصبه على الظرفية بتقدير مضاف ، ويجوز ان يكون حالا من المفعول أى بانتين ، وجوز أن يكون مصدر بيت ونصبه على أنه مفعول مطلق ليأتيهم من غير لفظه أى تبييتا أو حال من أفاعل بمعنى مبيتا بالكسر أو من المفعول بمعنى مبيتين بالفتح ، واختار غير واحد الظرفية ليناسب ما سيأتى (وهم نائمون ) حال من ضميرهم البارز او المستتر في بيانا لتأويله بالصفة كما سمعت وهو حال متداخلة حينئذ اوا من اهل القرى ) انكار بعد انكار للمبالغة فى التوبيخ والتشديد ، ولم يقصد الترتيب بينهما فلذا لم يؤت بالفاءه وقرأ نافع وابن كثير. وابن عامر. (أو) بسكون الواورهى لأحد الشيئين والمراد الترديد بين أن يأتيهم العذاب بياتا و ما دل عليه قوله سبحانه : ان ياتيهم باسناضحى ) اى ضحوة النهار وهو في الأصل ارتفاع الشمس أو شروقها وقت ارتفاعها ثم استعمل للوقت الواقع فيه ذلك وهو أحد ساعات النهار عندهم وهي الذرور والبزوغ والضحى والغزالة والهاجرة والزوال والدلوك والعصر والأصيل والصنوت والحدور والغروب وبعضهم يسميها اليكور والشروق والاشراق والراد والضحى والمنوع والهاجرة والأصيل والعصر والطفل والحدور والغروب ، ويكون كما قال الشهاب متصرفا ان لم يرد به وقت من يوم بعينه وغير متصرف ان أريد به ضحوة يوم معين فيلازم النصب على الظرفية و هو مقصور فان فتح مد، وقد عدوا لفظ الضحى مما يذكر ويؤنث . وهم يلعبون ) أى يلهون من فرط الغفلة وهو مجاز مرسل في ذلك، ويحتمل أن يكون هناك استعارة أى يشتغلون بما لا نفع فيه كأنهم يلعبون أنامنُوا مَكْرَ الله ) تكرير المجموع الانكارين السابقين جمعا بين التفريق قصدا الى زيادة التحذير و الانذار، وذكر جمع من جلة المحققين أنه لو جعل تكريرا له ولما سلف من غرة أهل القرى السابقة أيضا على معنى أن الكل نتيجة الأمن من مكر الله تعالى لجاز إلا أنه لما جعل تهديدا للموجودين كان الأنسب التخصيص ، وفيه تأمل . والمسكر في الأصل الخداع ويطلق على الستر يقال : مكر الليل أى ستر بظلمته ماهو فيه ، وإذا نسب اليه سبحانه فالمراد به استدراجه العبد العاصى حتى يهاكه في غفلته تشبيها لذلك بالخداع، وتجوز هذه النسبة اليه سبحانه من غير مشاكلة خلافا لبعضهم ، وهو هنا إتيان البأس في الوقتين والحالين المذكورين ، وهل كان تبديل مكان السيئة الحسنة المذكور قبل مكرا واستدراجا أو - , ملاطفة ومن أوحة ؟ فيه خلاف والكل محتمل فلا يا من مكر الله إلا القوم الخسرون ٩٩) أى الذين خسروا انفسهم فاضاعوا فطرة الله التي فطر الناس عليها والاستعداد القريب المستفاد من النظر في الآيات والفاء هنا متعلق كما قال القطب الرازي وغيره بمقدر كأنه قيل فلما آمنوا خسروا فلا يأ من الخ . وقال أبو البقاء إنها للتنبيه على تعقيب العذاب أمن مكر الله تعالى ، وقد يقال : إنها لتحليل ما يفهمه الكلام من ذم الأمن