انتقل إلى المحتوى

صفحة:روح الثورات والثورة الفرنسية (1934) - غوستاف لوبون.pdf/41

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

- فانهم يتخذونها وسيلة للعمل ، فلكل من المبادى، والزعماء والجيوش والجماعات شأن خاص في جميع الثورات . تسير الجماعة التي هيجها الزعماء معتزة بعددها ، ومثل تأثيرها كمثل تأثير القنبلة التي تخترق المدرع مستمدة قوتها من شيء آخر ، وقلما تدرك الجماعة شيئاً . الثورات التي من تقوم بها ، فهى تتبع الزعماء طائعة من غير أن تبحث عن : شهواتهم، فقد خلعت شارل العاشر من أجل مراسيمه وهي لم تفقه شيئاً من أمر هذه المراسيم ، ولو سئلت عن سبب خلعها لويس فيليب لعجزت عن الجواب . وقد خدعت الظواهر مؤلفين كثيرين، كميشله واولار ، فظنوا أن الشعب هو الذي قام بالثورة الفرنسية الكبرى ، قال ميشله : إن الفاعل الأصلى للثورة الفرنسية هو الشعب، وقال أولار : . أن من الخطاء أن يقال إن الذين أوقدوا نار الثورة الفرنسية هم بعض الوجهاء فقد ثبت عندى ، بعد الاطلاع على ما وقع في سنة ١٧٨٩ وسنة ١٧٩٩ أن الشعب هو بطل تلك الثورة وأنه لم يسير الحوادث شخص واحد ، سواء كان ذلك الشخص لويس السادس عشر أم كان ميرابو أم دانتون أم روبسير . وقد غالى مسيو كوشان في قوله : أن من الخوارق أن حكمت هذه الجماعة (الشعب) وأمرت وقالت وسارت مدة خمس سنين باتقان تام غير مستعينة برئيس أو قانون ، فقد كانت هذه الجماعة تعمل بغريزتها وهى مؤلفة من ٢٥ مليون نفس على مساحة ٣٠,٠٠٠ فرسخ مربع كأنها رجل واحد .. نعم لو كان سير الشعب غريزياً كما زعم هذا المؤلف لعد من الخوارق ، وقد فطن مسيو أولار إلى استحالة ذلك فكان حينما يبحث عن الشعب يقول إنه مؤلف من أحزاب لها رؤساء ، قال هذا المؤلف : ، وطد الوحدة القومية ؟ ومن أنقذ الأمة التي هاجمها الملك ومزقتها الحرب الأهلية ؟ أدانتون أم روبسبير أم كارنو ؟ كلا ، نعم قد خدم هؤلاء الأمة ، ولكن الذى أبد الوحدة والاستقلال هو تجمع الأمة الفرنسية على شكل بلديات وجمعيات شعبية ، واذا كان في كل حزب بضعة زعماء فإن هؤلاء الزعماء كانوا يستمدون قوتهم من أحزابهم وينفذون أحكامها كما يظهر ذلك من مطالعة محاضر الجمعيات الشعبية ٤ - طبقات الامة ه من و يقال في الرد على بعض الأفكار أن الأمة ذات كيان لاهوتى حائز جميع ما يمجده