صفحة:ديوان الخنساء (مطبعة التقدم، 1930).pdf/13

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
-٩-
نِعمَ الفَتى كانَ لِلأَضيافِ إِذ نَزَلوا
وَسائِلٍ حَلَّ بَعدَ النَومِ مَحروبِ
كَم مِن مُنادٍ دَعا وَاللَيلُ مُكتَنِعٌ
نَفَّستَ عَنهُ حِبالَ المَوتِ مَكروبِ
وَمِن أَسيرٍ بِلا شُكرٍ جَزاكَ بِهِ
بِساعِدَيهِ كُلومٌ غَيرُ تَجليبِ
فَكَكتَهُ وَمَقالٍ قُلتَهُ حَسَنٍ
بَعدَ المَقالَةِ لَم يُؤبَن بِتَكذيبِ


(وقالت من الكامل)


يا اِبنَ الشَريدِ عَلى تَنائي بَينِنا
حُيِّيتَ غَيرَ مُقَبَّحٍ مِكبابِ
فَكِهٌ عَلى خَيرِ الغِذاءِ إِذا غَدَت
شَهباءُ تَقطَعُ بالِيَ الأَطنابِ
أَرِجُ العِطافِ مُهَفهَفٌ نِعمَ الفَتى
مُتَسَهِّلٌ في الأَهلِ وَالأَجنابِ
حامي الحَقيقِ تَخالُهُ عِندَ الوَغى
أَسَداً بِبيشَةَ كاشِرَ الأَنيابِ
أَسَداً تَناذَرَهُ الرِفاقُ ضُبارِماً
شَثنَ البَراثِنِ لاحِقَ الأَقرابِ
فَلَئِن هَلَكتَ لَقَد غَنيتَ سَمَيذَعاً
مَحضَ الضَريبَةِ طَيِّبَ الأَثوابِ
ضَخمَ الدَسيعَةِ بِالنَدى مُتَدَفِّقاً
مَأوى اليَتيمِ وَغايَةَ المُنتابِ
وأبو اليتامى ينبتون فناءه
نبت الفراخ بملىء معشاب


(وقالت من الوافر)


أَرِقتُ وَنامَ عَن سَهَري صِحابي
كَأَنَّ النارَ مُشعِلَةٌ ثِيابي
إِذا نَجمٌ تَغَوَّرَ كَلَّفَتني
خَوالِدَ ما تَؤوبُ إِلى مَآبِ