صفحة:داعي السماء.pdf/10

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
تم التّحقّق من هذه الصفحة.
 
 


مسألة العنصر


 
 

مسألة العنصر — أو الجنس — مسألة اجتماعية كثيرة الورود على ألسنة المعاصرين وأقلامهم، ولكنها على هذا من أقدم مسائل الاجتماع التي وُجدت مع وجود القبائل الأولى. وأكثر الباحثين في المسائل العنصرية من المختصين بها بين الغربيين يردون كلمة في لغتهم إلى أصل سامي يرجحون أنه هو اللغة العربية، Race العنصر أو الجنس ويعتقدون أنها مأخوذة من كلمة الرأس التي كانت تميز بين رءوس السلالات الآدمية وغير الآدمية. وأكثر الباحثين في المسائل العنصرية من المختصين بها بين الغربيين يردون كلمة العنصر أو الجنس Race في لغتهم إلى أصل سامي يرجحون أنه هو اللغة العربية، ويعتقدون أنها مأخوذة من كلمة الرأس التي كانت تميز بين رءوس السلالات الآدمية وغير الآدمية.

ولم يكن اختلاف القبائل وتفاخرها شرٍّا كله في بداية أمره، ولا كان مدعاةً للنزاع دون غيره. فمن علماء الاجتماع من يرجع بالوشائج الاجتماعية كلها والآداب الإنسانية برمتها إلى الواشجة الأولى التي نشأت في مبدأ الأمر مع نشوء القبيلة الهمجية، ثم كانت سببًا إلى التجاذب والتعارف بينها وبين القبائل الأخرى. ومصداق ذلك في القرآن الكريم حيث جاء في سورة الحجرات: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأنُثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا … [الآية: ١٣]

فكانت الواجبات التي تفرضها القبيلة على أبنائها أساسًا لجميع الواجبات التي تعلَّمها الإنسان بعد ذلك، سواء فرضتها عليه القبيلة أو الأمة أو الجامعة العنصرية أو الإنسانية بأسرها.

وقد طُبع الناس على التفاخر بما يخصهم ولا يعم غيرهم كائنًا ما كان معدنه ومدار الفخر فيه. فشاعت بينهم المفاخرة بالأنساب والأصول، كما شاعت بينهم المفاخرة بمعالم

الأرض التي يسكنونها وصنوف الطعام التي يأكلونها، وتفاضلوا بالحقائق كما تفاضلوا بالأساطير والأوهام.