صفحة:حياة عصامى.pdf/58

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

اما بعد قيام الثورة وخلع الملك – فقد تبدل الحال واصبحت مصر محل احترام العالم بصفتها زعيمه الشرق واصبح اسم ناصر ملىء الافواه – وصارت الجمهورية العربية عميدة الدول النامية – كما اصبحت القاهرة كعبة تلتجىء اليها الدول وصار صوت جمال عبدالناصر يدوى فى اذان الدول الكبرى ، وتحسب له الف حساب .


ملاحظة : ان مأساة احتكالر القطن قد حصلت فى سنه ١٩٥٠ اى قبل الثورة ونظرا لخطورة هذه المأساة واثرها المباشر على الاقتصاد الوطنى – رأيت ان افرد لها قسما خاصا ، يأتى بعد ذكر بعض الحوادث التى مرت بالبلاد ...


ان الاحداث التى وقعت بمصر قبل قيام الثورة – وكلها كانت نتيجة تفاعل سخط وعدم الرضا على نظام الحكم .. وقد تعددت الاحزاب ، وقويت شوكة الاخوان المسلمين ، فتدخلوا فى السياسة وكونوا خلايا عديدة فى انحاء البلاد ، وكان اغتيال المرحومين احمد ماهر والنقراشى بيد الاخوان المسلمين ...


ازداد الفساد والرشوة والانحلال وعدم الاستقرار – فالوزارات لاتستقر فى الحكم اكثر من شهور – وعرفت البلاد من اقصاها الى ادناها مفاسد الملك فاروق فالتزمت حكومة ذلك العهد حل البرلمان واجراء انتخابات جديدة فى اوائل سنه ١٩٥٠ فحاز حزب الوفد الاغلبية الساحقة وصار لازما على الملك استدعاء زعيم الاغلبية وهو مصطفى النحاس لتشكيل الوزارة وكان الملك فاروق يخشى النحاس باشا لمعارضته الشديدة لتصرفاته التى ليست فى صالح البلاد – وكان النحاس باشا