صفحة:حياة عصامى.pdf/55

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

قد افاد وانتج فى حالات لم ينجح فيها قانون التدمير والخراب . و أمامنا هنا فى الهند شاهد حى نتائج تطبيق هذا القانون فى اوسع نطاق ممكن ولست ادعى انا ان مبادىء عدم العنف قد نفذت الى قلوب الملايين الثلثماية من ابناء الهند . بل ما ادعيه فعلا هو انها تعمقت فى قلوبهم اكثر من اى رسالة اخرى . وفى وقت قصير لايصدق . لم نصبح جميعا من انصار عدم العنف بصورة منتظمه . كما ان عدم العنف بالنسبة للغالبية الساحقة منا ليس هو مسألة سياسية . ولكننى مع ذلك اود ان اتساءل : ألم تسجل البلاد تقدما عجيبا فى ظلال مبدأ عدم العنف وحمايته .

وان بلوغ الرء حالة عدم العنف العقلى يتطلب منه مجهودا وتدريبا شاقين . فهو فى الحياة اليوميه منهاج نظامى قد لا يستطيب المرء اتباعه لانه يذكرة بحياة الجندية الصارمة . ولكننى اقر بأنه مالم يصحبة تعاون صادق من جانب العقل ، فإن المظاهر الخارجية تصبح مجرد قناع مضر بصاحبة وبالاخرين على السواء . والانسان لا يبلغ هذا المستوى الرفيع الا اذا اتسق عقله وجسده ولفظه فى تناسب بديع ، ولكنه يظل على الدوام عبارة عن كفاح عقلى جبار . ولايرجع النجاح فى بلوغ هذه الغاية الى اننى عاجز مثلا عن الغضب ، بل يرجع الى اننى نجحت فى معظم الحالات فى السيطرة على غضبى ومهما كانت النتائج ، فإن فى اعماق قلبى ضميرا يكافح عن وعى وبلا كلل لاتباع قانون عدم العنف . ومثل هذا الكفاح يخلف المرء وراءه اقوى من ذى قبل واقدر على اتباعه . اما بالنسبة الى الضعاف الخائرى العزم ، فعدم العنف ليس سوى رياء ونفاق فالخوف والحب عبارتان متناقضتان : الحب متهور فى المنح والعطاء ينسى دائما ما يمكن ان يأخذه مقابل منحه وعطائه . والحب يتصارع مع العالم ومع النفس ويتسلط اخيرا على