صفحة:حياة عصامى.pdf/46

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

انى اذ اسجل فى مذكراتى هذا الحديث عن صدقى باشا فانى اكفر عن الخطأ الذى وقعت فيه بتصديقى مفتريات صحف الوفد فى حق اعظم زعيم فى مصر – شهد له زعماء العالم بانه كان سياسيا لايبارى واقتصاديا فذا – خدم بلاده اصدق خدمة خالدة ابد الدهر . وتوفى صدقى باشا فى باريس واحتفلت حكومة فرنسا و شعبها بتشييع جنازته رسميا كما ابنه زعماء فرنسا بوصفه زعيما عالميا ووطنيا صادقا .. اما تشييع جثمانه فى مصر فقد كان شعبيا لان الملك فاروق اابى عليه ان تشيع جنازته رسميا بالرغم من انه كان يحمل اعظم وسام فى الدولة ذلك لانه ابى ان يحمل الالقاب واعلن تنازله عنها فى الصحف الاجنبية والمصرية كما ناشد زعماء مصر ان يزهدوا الحكم بعد انتشار الرذيلة والفضائح التى اخجلت المصريين امام العالم ..


تجارة القطن ابان الحرب العالمية الثانية


عندما اندلعت نيران الحرب العالمية الثانية فى اغسطس سنه ١٩٣٩ كانت مصر مرتبطة بمعاهدة مع انجلترا واصبحت البلاد فى حالة حرب ضد ايطاليا والمانيا تطبيقا للمعاهدة .. ولما تدهورت اسعار القطن قررت الحكومة تعطيل بورصة العقود والاكتفاء ببورصة مينا البصل للبضاعة الحاضرة .. وانى اذكر تماما سنه ١٩٣٨ كانت الحالة المالية صعبه والتجارة فى ركود ، فتكدست البضائع بكافة انواعها لدى التجار والمستوردين ، وفى تلك السنه بنيت منزلى فى مصر الجديدة ، وكانت مواد البناء رخيصة جدا ، كان حديد التسليح