صفحة:حياة عصامى.pdf/35

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

وبالرغم من ان رغبتنا فى عهد صدقى كانت تجاب فورا الا ان جمعيتنا لم تقبل الانتقام من خصومنا .. كما فعل غيرنا فى ذلك العهد : وشعر مركز سمالوط بالحكم العادل بغير انتقام كالذى كان بالمراكز الاخرى بجوارنا – والذى كان يقع على انصارنا فى عهد وزارة الوفد او الاحرار الدستوريين .

انتخبت عضوا باللجنة المالية بمجلس الشيوخ – وكنت عضوا بمجلس ادارة حزب الشعب مع زميلى المرحوم الاستاذ امين عامر – وكان سكرتير اللجنه المرحوم الاستاذ عبد الحليم البيلى – فاحيل على " بحث مشروع اتفاقية السكر " التى كان يديرها فى ذلك الوقت المرحوم هنرى نوس باشا الذى كان صديقا حميما للملك فؤاد – وطلبت منى اللجنه تقديم التقرير فى مدى اسبوعين ..

ولابد لى من ذكر شعور الرأى العام الذى شبع بما تذكرة الصحف الوفدية عن الفساد و الرشوة التى اتهم بها صدقى باشا وحكومته – وذكرت على الخصوص اتفاقية البنوك العقارية واتفاقية السكر – وقد تملكنى هذا الشعور واعتقدت ان هذه الاتهامات صحيحة – وعلى هذا الاعتقاد بحثت اتفاقية السكر – وخرجت من الفحص مقتنعا بأن الاتفاقية مجحفه بحقوق الدولة بحوالى نصف مليون جنيها سنويا – فكتبت التقرير عللى هذا الاساس ، وقدمته الى اللجنه المالية وكان رئيسها المرحوم يوسف قطاوى باشا – فاندهش جميع الاعضاء وقالو ان هذا التقرير ضد الحكومة وضد صدقى باشا بالذات لانه وزيرا للمالية علاوة على رياسة الوزارة – وقالوا لى " كيف تكتب مثل هذا التقرير وانت عضوا بمجلس ادارة الحزب الذى يرأسه رئيس الحكومة وانت من انصار الحكومة وكان