صفحة:حياة عصامى.pdf/19

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

بسعر الفدان ١٢٠ جنيها فاشتريت منه ال٢٠ فدانا فقط و اخذت باقى الارض بالايجار ...


حادثة تاريخية تظهر عجائب الله


فى هذه العزبة بالذات زرعت القطن وهجمت ارجال الجراد على مصر بحالة خطيرة اضرت بمساحات كبيرة من زراعة القطن وكانت النباتات صغيرة حيث كان هجوم الجراد فى شهرى ابريل ومايو بعد حصاد الشتوى ، ولم تكن طرق المقاومة الحالية معروفة فى ذاك الوقت بل كانت المقاومة بدائية وفقط كانت الحكومة تشدد على مشايخ البلاد والقرى بمباشرة المقاومة ، فبعد ان فقس الجراد وصار بالملايين كانت الطريقة هى ان تحفر خنادق ونبدأ بالمقاومة ليلا بأن نضع على الخنادق انوارا ثم يبدأ الانفار فى الضرب على الصفيح فيقبز الجراد الى الخنادق وعندما تمتلىء يردمونها بالتراب الذى خرج منها وهكذا..

وقد باشرت العملية بنفسى وسهرت ليلتين وملات الخنادق لكن لم ينقطع الجراد عن الارض لانه كان قد فقس وكبر واستحالت ابادته . وفى صباح اليوم التالى بينما انا ارى الزراعة مملوءة بالجراد و قد حل التعب باعمال الذين سهروا معى الليلتين السابقتين نظرت الى السماء فرأيت طابورا طويلا من طائر ابيض نازلا الينا واصطف من اول الغيط الى اخرة وكان يقودة فى الامام طائر واحد كأنه قائد الحرب و اندهشنا من عدم خوف الطير من تجميع الناس كالعادة الطيور فأخذ هذا الطائر فى اصطياد الجراد وقتله الى ان انتهى من ابادته فى مدة ساعتين على الاكثر وفى غمره الفرح و العجب وجدت الغيط وقد خلت تماما من الجراد بكافة احجامة وكانت هذه الاعجوبة احدوثة البلاد فى ذلك التاريخ ولولا انى شاهدتها بنفسى وفى مزرعتى ربما كنت لا اصدق حدوثها لكنى اجد نفسى متذكرا لهذه