صفحة:حياة عصامى.pdf/15

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

لكنى اتبعت نصيحة الصديق المخلص وكانت ارباحى فى تلك السنه لم تتجاوز المائه الف جنيه بينما قفزت ارباح الكثيرين من صغار التجار الى مئات الالوف من الجنيهات لكن سرعان ما تبخرت هذه الارباح الطائلة وذابت فى محصول سنه ١٩\١٩٢٠ . كانت الاسعار فى اوائل ذلك الموسم حوالى ٢٠ جنيها للقنطار وقد اخذت فى النزول تدريجيا فى الوقت الذى احجم فيه التجار و المزارعون عن البيع عند كل نزول لسبب واحد هو انهم رأوا فى الموسم السابق ان الاسعار ارتفعت الى ٥٠ جنيها وقد كانت النتيجة ان تدهورت الاسعار حتى وصلت فى شهر ديسمبر سنه ١٩١٩ الى ثلاثة جنيهات للقنطار وقد خسرت بيوتا كثيرة من تجار القطن فى الداخل بفعل هذا النزول الخطير . لكنن و الحمدلله لم اصب فى هذه السنه بخسارة جريا على نصيحة صديقى الانجليزى . والشىء الوحيد الذى اصابنى هو كثرة الديون التى تخلفت على عملائى من التجار والمزارعين الذى احتفظوا باقطانهم الى ان وصلت الاسعار الى الحضيض وصفيت اقطانهم بالاسعار الواطيه و قد ضاع لى كثير من هذه الديون بسبب افلاس البعض منهم وعجز البعض عن السداد وهذه الحالة ثابته بدفاترى ..


تجارة القطن بمركز سمالوط


كانت هذه التجارة محصورة فى ايدى الاجانب و الغالبية العظمى منهم كانت الجالية اليونانية وهكذا كانت الحالة فى كافة بلاد القطر المصرى وهؤلاء هم الذين ينطبق عليهم بالحق انهم استغلوا دم وعرق الفلاح و المزارعين كبارهم وصغارهم على السواء .