صفحة:حياة عصامى.pdf/14

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

وعرق الفلاح لانه قول ظالم لى مع الاسف الشديد ان الغالية العظمى من عملائى يقرون حقيقة طالما جاهروا بها هى انهم لو اتبعو نصيحتى لكان خيرا لهم فالرجل الذى ينصح عملاءه نصيحة مخلصة لا يكون مطلقا مصاصا للدماء .. بل مصاص الدماء هى اللجنة البريطانية التى فرضت اسعارها على مزارعى القطن بصفتها المشترية الوحيدة للمحصول وهى التى امتصت دم وعرق الفلاح فالفلاح مضطر لبيع قطنه سنويا بالاسعار التى تحددها الحكومة البريطانية وليس فى استطاعة غالبية المزارعين ابقاء المحصول سنه او سنتين .

فالارباح التى حصلت عليها جاءت نتيجة النصيحة والمساعدة التى اعطاها لى المدير الانجليزى النبيل المرحوم المستر هزلدن وقد اتبع هذه النصيحة بأخرى قبل ابحاره لانجلترا فى اوائل سنه ١٩١٨ ، اذ قال لى بالحرف :

" انت الان لك رأس مال كبير فيجب ان تتخذ النظام التجارى " " السليم البعيد عن المضاربة خصوصا وان الاسعار فى موسم " " ١٧\١٩١٨ قد بلغت حوالى ١٢ جنيها للقنطار ، ولابد "" " انها سترتفع اكثر لكن يجب الحرص على المكاسب التى حققتها " " لتكون فى مأمن من التقلبات العنيفة .."

وقد اخذت هذه النصيحة قضية مرسلة من رجل اعتبره بحق سبب النعمة والثروة التى جاءتنى .. وقد اثبتت الايام صدق قوله بالحرف كما حصل فى السنين التالية .

قبل بدء محصول سنه ١٨\١٩١٩ توفى المرحوم المستر هزلدن غرقا فى البحر الابيض و تسلم بدله المستر شرلى وكان فى ذلك الوقت باشا لا يتجاوز الخامسة والعشرين من العمر وكان عصبيا بخلاف عادة الانجليز المشهورين بالبرود .. فقد ابتدأ المحصول بأسعار تتراوح بين ١٠ و ١٢ جنيها وسرعان ما اعلنت الهدنة فى ١١ نوفمبر سنه ١٩١٨ حتى قفزت الاسعار الى الارتفاع حتى وصلت فى شهر فبراير سنه ١٩١٩ الى ٥٠ جنيها للقنطار .