صفحة:حياة عصامى.pdf/12

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

وقد كان ما تنبأ به المدير صحيحا ، فقد رفعت اللجنة البريطانية السعر فى السنه التالية الى الضعف فربحت وسدد اولا الدين والسلفة وتبقى لدى رأس مال محترم اتخذته عدة المستقبل متخذا نفس الطريقة فى محاصيل السنوات ١٩١٥ ، ١٩١٦ ، ١٩١٧ ، ١٩١٨ فقد تدفقت على الارباح حتى بلغت اوائل سنه ١٩١٨ اكثر من ٤٠٠ الف جنيها ..

وفى محصول ١٨/١٩١٩ بدأت اتخذ النظام التجارى السليم لانى اصبحت ذا ثروة اخشى عليها من الضياع فى المضاربات وهذه كانت نصيحة المستر هزلدن – لما رأى ان الاسعار ارتفعت الى ١٥ خمسه عشر جنيها فى القنطار اذ نصحنى بعدم المضاربة وعدم التخزين – وقد بلغ ربحى فى تلك السنه حوالى المائه الف جنيه ، ولو غامرت وضاربت مثل السنين السابقة لتضاعف هذا الربح عشرة اضعاف ، فالاسعار بدأت بحوالى ١٢ جنيها و تدرجت فى الارتفاع حتى بلغت فى اخر يناير سنه ١٩١٩ خمسين جنيها فى القنطار لكن هذا المكسب او الربح المفاجىء الكبير ما لبث ان ضاع على الكثيرين من التجار فى محصول سنه ١٩/١٩٢٠ . فقد بدأ المحصول بسعر حوالى ٢٠ عشرين جنيها ثم اخذ فى النزول الى ان وصل فى شهر ديسمبر سنه ١٩٢٠ الى اقل من ثلاثة جنيهات ....

وسأذكر حادثة واقعية حصلت لى شخصيا فى ذلك الموسم ١٨/١٩١٩ : كنا نحلج القطن ونرسله للاسكندريى لبيعه فى بورصة مينا البصل اول بأول بدون تخزين . كما قررت فى بداية الموسم .

تصادف انى سافرت للاسكندرية وكان ذلك فى شهر فبراير سنه ١٩٢٠ وكان باقيا عندى حوالى ٢٠ بالة على ثلاثة اقسام بضاعة واطية ، فسألت السمسار لماذا لم تباع هذه الكمية الباقية فقال بعتها بسعر ١٤٠ ريالا لكن المشترى رفضها