انتقل إلى المحتوى

صفحة:حرب في الكنائس.pdf/54

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تم التّحقّق من هذه الصفحة.
٥٦
حرب في الكنائس

إلى دير الأغاثون بالقرب من خريسوبوليس ثم نقله إلى دير القديس ثيودوروس[1]. وبقي البطريرك في هذا الدير حتى وفاته في السنة ٨٢٩. وليس لدينا من المراجع ما ينبئنا بأخبار البطريرك في منفاه. وقد يجوز القول أن طعامه كان كافياً وأن كتبه كانت متنوعة وإنه كتب وصنف[2]. ونفي لاوون ثيودوروس إلى قلعة في بيثينية ومنع الاتصال به. ثم نقله في السنة ٨١٩ إلى إزمير. فبقي مسجوناً فيها حتى وفاته في السنة ٨٢٦. وكتب من سجنه يشدد عزائم الرهبان واستغاث ببابا رومة وبغيره من البطاركة[3]، ولجأت السلطات إلى الجلد والتسخير في بعض الأحيان. ولم يستشهد من الإستوديين أشد الرهبان مقاومة للسلطات سوى القديس تادايوس[4]. ولولا حماس القديس ثيودوروس واندفاعه في التبشير بالأرثوذكسية والتنديد بالتحطيم لما أقدم لاوون على التضييق والضغط[5].

ويلاحظ أن التشديد في التحريم والتحطيم لم ينحصر في هذه الدورة الثانية في عاصمة الدولة كما ارتأى العلامة البريطاني بيوري وغيره من رجال البحث[6]. فرسائل القديس ثيودوروس والقديس نيقيفوروس تبين أن التشديد حل في طول الدولة وعرضها[7]. ويلاحظ أيضاً أن القول بالتحريم والتحطيم لم ينحصر في أوساط الأساقفة في هذه الدورة بل تعداها إلى الأديرة فقال به هذه المرة أصحاب الأموفوري وحاملو الإسكيم[8].

الأسرة العمورية: (۸۲۰) وأشرك لاوون الخامس ابنه في الحكم. ولكن رفاقه في السلاح الذين أوصلوه الى العرش، وفي طليعتهم ميخائيل العموري، لم يرضوا عن سياسته ومسلكه فتآمروا عليه. واكتشف لاوون هذه المؤامرة وقذف بميخائيل إلى السجن ولكنه ترك شركاءه أحراراً. فأسرع هؤلاء وضربوا ضربتهم فهجموا على لاوون وهو في كنيسته الخاصة يصلي صلاة التوبة. فذبحوه على مقربة من المذبح وأخرجوا ميخائيل

العموري من سجنه وتوجوه فسيلفساً. فصار ميخائيل الثاني الألثغ (۸۲۰ - ۸۲۹).


  1. PARGOIRE, J., A Propos de Boradion, Byz.Zeit., 1903, 496 f.; JANIN,R., l'Eglise Byz., Rev. Etudes Byz., 1954, 69-99.
  2. PHOTIUS, Ep st., P.G., vol. 102, col. 768.
  3. Vie de Saint Georges d'Amastris, 110-136; Theodorus Situdita, Epist., II, 15.
  4. VORST. CHR. VAN DE, S. Thaddée Studite, Anal. Boli., 1912, 157-160.
  5. ALEXANDER, P.J., op. cit., 145-146.
  6. BURY, ş.B., East Rom. Empire, 141; MARTIN, E.J., op. cit., 174.
  7. ALEXANDER, P.J., op. cit., 142-144.
  8. Theodorus Studita, Epist., II, 14.