صفحة:حرب في الكنائس.pdf/35

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تم التّحقّق من هذه الصفحة.
٣٧
الفصل الثالث: تحريم الأيقونات وإبطالها

فميخائيل رأى فيه «رجلاً مثقفاً استصوب بملء إرادته التعابير التي دونها الأرثوذكسيون»! أي اليعاقبة1. ولم يقف قسطنطين عند هذا الحد فإنه لم يعترف بشفاعة العذراء والقديسين ولم يرضَ عن استعمال اللفظ «القديس» agios في الإشارة إليهم2. وأشار إلى السيدة والدة الإله بالعبارة والدة المسيح فشايع النساطرة!3

مجمع المبطلين: (٧٥٤) وبعد أن تثبت قسطنطين من موقف جيشه وموقف عاصمته ومجاراة الإكليروس وبعد أن وضَّب ملفاته دعا إلى مجمع حمل لقب المسكوني ليتخذ قراراً مسكونياً بشجب تصوير المسيح والقديسين وإكرام صورهم.

ويختلف العلماء في تاريخ انعقاد هذا المجمع. فإن بيوري وهوبرت يريان أن إسطفانوس الثاني بابا رومة علم بما تم في هذا المجمع قبل استغاثته بالإفرنج على اللومبارديين فيذهبان إلى القول بأن المجمع عقد في السنة ٧٥٣4. ولكن الأب غرومل بعد اطلاعه على محفوظات البطريركية المسكونية جعل تاريخ الانعقاد بين العاشر من شباط والثامن من آب السنة ٧٥٤5.

ولبي الدعوة ثلاث مئة وثمانية وثلاثون أسقفا! وامتنعت رومة والإسكندرية وأنطاكية وأورشليم عن الاشتراك، وتوفي البطريرك القسطنطيني أنسطاسيوس قبيل انعقاد هذا المجمع فترأس الجلسات ثيودوروس متروبوليت أفسس أحد زعماء حركة التحطيم منذ عهد لاوون الثالث وابن الإمبراطور أنسطاسيوس الثاني المخلوع، وأشهر الأعضاء سيسينيوس متروبوليت برجه وباسيليوس متروبوليت أنطاكية بسيدية. ومكان الاجتماع قصر هيرية Hieria على ضفة البوسفور الآسيوية بالقرب من خلقيدونية.

واتخذ الأعضاء لمجمعهم لقب المجمع المسكوني السابع. وزاولوا الأعمال ستة أشهر متتالية. ولعل السبب في ذلك امتناع جمهور الأساقفة عن موافقة قسطنطين في بعض ما ذهب إليه ولا سيما في موقفه من قضية الطبيعتين ومن القول أن السيدة هي والدة الإله والدليل على أنهم لم يشايعوه في هذا قولهم «إن مريم والدة الإله هي فوق الخليقة كلها وإنها تشفع مع جميع القديسين بالبشر»6.


  1. Michel le Syrien (Chabot), II, 523.
  2. Vita Nicetae, XXVIII.
  3. THEOPHANES, Chron., a. 6218, 6258-6259.
  4. BREHIER, L., Querelle des Images, op. cit., 468.
  5. GRUMMEL, Echos d'Orient, 1934, 406-407.
  6. Mansi, XIII, Col. 335, 347-348.