صفحة:تهذيب تاريخ ابن عساكر1.pdf/2

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.


مقدمة


بسم الله الرحمن الرحيم

سبحانك يا من كل ذرة في الكون ناطقة بحمدك الا سمی و کل موجود خاضع لتمر فك وأنت المحيط به علم وكل معدهم عند تتلق أرادتك بوجوده كان أظهر مما قبله و أنمي لك البقاء ولا سواك التنقل في الأطوار الى أجل مسمى ظهرت لكل عاقل فاستدل بآثار على وجودك وأذعن بأنه من المستحيل الاشراك في توحيدك وكنت الباطن لمن شمي عن نفسه فاعتاض عنك بالطبيعة والاثير وما ذاك الا من افاضة فألهمها فجورها وتقواها وهو الوهاب الوجود على الأثير وخلق الطبيعة وسواهما خلقت لنا الأرض واستعمرتنا اياها وجعلت لنا بها خزائن المعايش لا تتناهی و قضيت بتعاقب الأمم والاجيال وتقلبات الموجودات طورا فلورا على مائدة النشوء والارتقاء بتكرر الأيام والليال فليم لغيرك الشكر وأن أبد الاحمد جحودا وليس بغيرك الاستهانة وان تبع المستعين بالمستوى مع الانحراف جمودة والصلاة والسلام على من أرسلته بشيرا ونذيرا وداعية اليك باذنك وسراجا منيرة نبيك محمد النبي الذي يجدونه مكتوبا في التوراة والإنجيل والفرقان فجاها. في محو الشرك والطغيان وعبادة الأوثان وأنزلت عليه كتابة أعجز الفصحاء والبلغاء وأفحم من طولب بمعارضته من العرب العرباء ونطق يسير الماضين اللاستبصار أجمالا وأمر بالمسير في الارنس ليعلم السائر عاقبة المستجدين حالا ومآلا وذكر بخلق السموات وبما أودعها من الكواكب والعجائب و بدحو الارض وبما أودع بها من سنوف المعادن والنبات والمياه النتفطن لتلك الغرائب وبالسحاب المسخر بین السماء والأرض المؤثر كمثل عقد النكاح بينهما والاصطحاب وبالانفس ایکون ذلك تذكرة وتبصرة لأولي العقول المستنيرة والالباب، وليذكرنا