ظهور دولة الموحدين ۷۹ فيها من المنكرات أكثر مما عاينه في طريقه فز أدفي أمره بالمعروف ونهيه عن المنكر فكثر أتباعه وحسنت غلتون الناس فيه فبينما هو في بعض الايام في طريقه إذ رأى أخت أمير المسلمين (1) في موكبها ومعها من الجواري الحسان كثير ومن سافرات وكانت هذه عادة الملثمين تسفر نساؤهم عن وجوههن وحزب هو وأصحابه دو ابهن فسقطت أخت أمير المسلمين عن دابتها فرفع أمره إلى أمير المسلمين فأحضره وأحضر الفقهاء ليناظروه فأخذ يعظه ويذكره ويخوفه فبكى أمير المسلمين و أمر أن يناظره الفقهاء فلم يكن فيهم من يقوم له لقوة أدلته في الذي فعله . وكان عند أمير المسلمين بعض وزرائه يقال له مالك بن وهيب فقال والله يا أمير المسلمين هذا لايريد الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وانما يريد إثارة فتنة و الغلبة على بعض النواحي فاقتله وقلدني دمه فلم يفعل ذلك فقال ان لم تقتله فاحيسه وخلده في السجن و الا أثار شراً لا يمكن تلافيه فأراد حبسه فمنعه رجل من أكابر الملثمين يسمى بيان بن عمر ان ظامر باخراجه من مراكش فسار إلى أغمات ولحق بجبل دون وسار فيه حتى لحق بالسوس الذي فيه قبيلة هرغة وغيرهم من المصامدة و كان ذلك سنة أربع عشرة وخمسمائة . قاتوه واجتمعوا حوله وتسامع به أهل تلك النواجي فوقدوا اليه وحضر أعيانهم بين يديه فجل يعظهم ويذكرهم بألم الله ويذكر لهم شرائع الاسلام و ما غير منها وماحدث من الظلم والفساد وأنه لا يجب طاعة دولة . من هذه الدول لاتباعهم الباطل بل الواجب قتالهم ومنعهم عما هم فيه وأقام على ذلك نحو سنة وتبعه على ذلك مرغة وسمى أتباعه الموحدين وأعلمهم أن النبي البشر بالمهدي الذي يملأ الأرض عدلا وأن مكانه الذي يخرج منه المغرب الأقصى فقام اليه عشرة رجال منهم عبد المؤمن (1) واسمها الصورة
صفحة:تاريخ طرابلس الغرب (المطبعة السلفية، 1349هـ).pdf/95
المظهر