اعتقال ابن عباد ۷۳ و بأبواب منازلهم علامات تدل على مقادير أموالهم . وذلك أن الرجل منهم اذا ملك أربعة آلاف دينار يمسكها مع نفسه وأربعة آلاف يصرفها في تجارته أقام على يمين بابه وعن يساره عمودين من الارض الى أعلا السقف وبنياتهم بالآجر والطوب والطين ، فاذا مر الناظر بدار ونظر إلى تلك العمد مع الأبواب قائمة وعدها علم من . عددها كم مبلغ مال صاحب الدار ، لا نه قد يكون من هذه العمد خلف الباب أربع وست مع كل عضادة اثنتان أو ثلاثة إلى آخر ما ذكره ولم يزل المعتمد بها مسجوناً إلى أن توفى سنة ثمان وثمانين وأربعمائة وكان المعتمد من محاسن الدنيا كرماً وعلماً وشجاعة ورياسة تامة ، وأخباره مدونة و آثاره مشهورة، وله أشعار حسنة ، فمنها ما قاله لما أخذ ملكه و حبس : ملت على يد الخطوب سيوفها فمنذن من جسدي الخصيب الأمتنا ضربت بها أيدي الخطوب وإنما ضربت وقاب الآملين بها المني أموملو العادات من نفحاتنا كفوا فان الدهر كف أكفنا و له من قصيدة يصف القيد في رجله : تعطف في ساتي تعطف أرقم يساورها هضا بأنياب ضيغم (1)% و أني لمن كان الرجال بيبه ومن سيفه في جنة وجهنم وله في يوم عيد إذ جاءته بناته حافيات عليهن ثياب مهنة إذ كن لضيق العيش يغز لن الناس بأجرة حتى أن إحداهن كانت تغزل البنت صاحب شرطة أبيها إذ كان في سلطانه : فيما مضى كنت بالاعياد مسر و را فاءك العيد في أغمات مأسورا ] (1) وتكلم المعتمد يوماً من ضيق قيده وثقلة فقال : تبدلت من قال عز البنود بذل الحديد ونقل القيود وحباً رقيقاً مقبل الحديد سل يدي منانا فليقا ولان وقد صار ذلك وذا أدهما بعض بساقي عن الاسود
صفحة:تاريخ طرابلس الغرب (المطبعة السلفية، 1349هـ).pdf/89
المظهر