۷۲ التذكار نحو اثنى عشر ميلا . هذا ذكره صاحب تزخة المشتاق في اختراق الافق » + قال : وأغمات وريكة أسفل جبل درن (١) من شماليه في فحص أفيح طيب التراب كثير النبات والاعشاب و المياه تخترقه يمينا وشمالا ، ولطرد بساحتها ليلا ونهاراً وحولها جنات محدقة وبساتين و أشجار ملتفة ومكانها أحسن مكان من الارض منفرجة الارجاء ، طيبة الثواء و عذبة الماء ، صحيحة الهواء ، وبها نهر أيس بالكبير يشق المدينة ويأتيها من جنو بيها فيمر الى أن يخرج من شماليها وعليه أرحاؤهم - آلات يطحنون بها الحنطة وهذا النهر ، يدخل المدينة يوم و يوم الجمعة والسبت والاحد ، وباقي الجمعة يأخذونه لسقي جناتهم وأرضهم و يقطعونه عن البلد فلا يجري منه اليها شيء يكتنفها جبل دين فإذا كان ز من الشتاء تحالت الثلوج النازلة يجبل دين فيسيل ذوبانها الى مدينة أغمات ، وربما جمد به النهر في وسط المدينة حتى يجتاز الاطفال عليه : هو جامد فلا ينكسر الخميس لشدة جموده وأهلها هوارة من قبائل البرير المتبر برين بالمجاورة ، وهم أملياء تجار مياسير يدخلون الى بلاد السودان بأعداد الجمال الحاملة القناطير الأموال من النحاس الاحمر و الملون و الاكسية وثياب الصوف والعمائم والمآزر وصنوف النظم من الزجاج والاصداف والاحجاره وضروب من الاقاوية والمطر وآلات الحديد المصنوع. وما منهم وجل يسفر عبيده ورجاله الا وله في قوافلهم المائة جمل والسبعون جملا كلها موقورة. ولم يكن في دولة الملثمين أحد أكثر منهم أموالا ولا أوسع منهم أحوالا، (1) ودون هذه موضع بالمغرب في مراكش، ولما مر بها العثمد وهو أسير المشد نفسه : على حيال درن محدوة ياليتني أرها بالدون وليتها لم ترتي
صفحة:تاريخ طرابلس الغرب (المطبعة السلفية، 1349هـ).pdf/88
المظهر