اعتقال ابن عباد . ۷۱ يمسكون عوراتهم بأيديهم، وأخذ المعتمد أسيراً (1) و أولاده الذكور والاناث بعد أن استأصلوا جميع ما لهم فلم يصحبهم من ملكهم بلغة زاد وسير المعتمد وأهله إلى مدينة أغيات فحبس فيها و فعل معهم أمير المسلمين يوسف أفعالا لم يسلكها أحد من قبله ولا يفعلها أحد ممن يأتي بعده الا من رضي النفسه بهذه الرذيلة وذلك أنه سجنهم ولم يجر عليهم ما يقوم بهم حتي كانت بنات المعتمد يغز لن الناس بأجرة ينفقنها على أنفسهن ، فأبان أمير المسلمين بهذا الفعل عن صغر يفس ولوم طبع و أغمات هذه مدينة في سفح جبل بالمغرب بمقربة من مدينة مراكش بينهما (1) هو المعتمد على الله ابو القاسم محمد بن المعتضد بالله أبي عمر و عباد بن الظافر المؤيد بالله أبي القاسم محمد قاضي أشيبيئية ، ابن أبي الوليد اسماعيل بن قريش بن عباد بن عمرو بن اسلم بن حمود بن عطاف بن نعيم اللخمي من ولد المان بن المنذر اللخمي آخر ملوك الخيرة. وكان المعتمد المذكور صاحب قرطبة واشبيلية ومنا والاهما من جزيرة الاندلس، وفيه وفي ابيه يقول بعض الشعراء : من بني المنذرين وهو النقاب رد في غرم بنو عباد فتية لم تلد سواها المسالي والمعاني قليلة الاولاد وأصلهم من العربتي - قرية تفصل بين الشام ومصر - وأول من ذهب منهم الى الاندلس لعيم واينه عطاف وأستوطنا اشبيلية. وأول من ثولى الملك منهم الظافر محمد بن اسماعيل قلتي اشبيلية ، وملك رطبة وغيرها سنة ٤١٤ وكان من أهل العلم والادب وتوفى ليلة الاحد الليلة بقيت من جمادى الأولى سنة ٤٣٣ ) وقام بالأمر بعد الله المعتضد بالله ابو عمرو عباد وتسمى أولا بفخر الدولة ، وكان جواداً أديا جارا اتسع ملكة وكثر المسله . وتوفي يوم الاثنين غرة جمادى الآخرة سنة 171 ودفن مدينة اشبيلية وتولى الملك بعده ولده المعتمد على الله أبو القاسم محمد وكان اندى ملوك الاندلس راحة وارحمهم ساحة ، ولذلك بانت حضرته ملقي الرحال الشعراء ولم يجتمع بياب أحد من ملوك عصره من فحول الشعراء والادباما كان وموسم يجتمع بينيه وكان له شعر كما أنشق الكلام عن الزهر . ولما استجد ملوك الاندلس بيوسف بن تاشفين على الافريج الذين كانوا يهددون الاندلي والجده وتم الخنصر المسلمين دعا المعتمد يوسف ابن تاشفين لينزل ضيفا عنده بایه ، فرای من قصور ابن عباد وضخامة مليكه ورقاعة عيشه مالم يكن عنده بمراكش ، فوقع في نفسه منه ، وأغراه پیش افتابه بأخذ الاندلس فأخذها وفسق بابن عباد من سيجازيه الله عنه ، وقد ذكر المؤلف بمنه ، و كانت ولادة ابن عباد في شهر ربيع الأولى سنة ٤٣٩ بمدينة باجة، وتولى الملك في جمادى الآخرة سنة ٤٦١ . وطلع يوم الاحد المصرين من رجب سنة ٤ ٨ وتوفى في السجن بأغمات لاحدى عشرة ليلة خلت من شوال ، وقيل في ذى الحجة ٤٨٨، ونودى في جنازته الصلاة على الغريب لها مختصرا من ابن خلكان
صفحة:تاريخ طرابلس الغرب (المطبعة السلفية، 1349هـ).pdf/87
المظهر