التذكار وكان اذا وعظه أحدهم خشع عند استماع الموعظة ولأن قلبه لها وظهر عليه أثرها وكان يوسف عليا كريما دينا يحب الصفح عن الامور العظام : فمن صفحه أن ثلاثة نفر اجتمعوا فتمني أحدهم ألف دينار يتجر بها، وتمنى الآخر عملا يصل فيه لأمير المسلمين، وتمنى الآخر زوجته النفزاوية (١) و كانت من أجمل النساء وأنهن عقلا ولها الحكم في بلاده، فبلغه الخبر فاحضرهم فأعطى متمني المال ألف . دينار، واستعمل الآخر، وقال للتمني الزوجة ما حملك على هذا ياجاهل. ثم أرسله اليها فتركته ثلاثة أيام في خيمة تحمل اليه كل يوم طعاما واحداً ثم أحضرته وقالت : ما أكلت قال : طعاما واحداً ؟ فقالت : كل النساء شيء واحد ، وأمرت له بمال وكسوة وأطلقته ، فانظر هذا الصفح. ولم تؤثر عنه رذيلة الا ماضل بالمحمد بن عباد و بقيه لما أفتك بلادهم وأخذهم أسارى و كان يوسف قد سير العسكر مع سير بن أبي بكر (٣) وحاصر المعتمد بأشبيلية واخذها سنة أربع وثمانين وأربعمائة وقاتله أهلها قتالا شديداً وظهر من شجاعة المعتمد و شدة بأسه و حسن دفاعه عن بلده مالم يشاهد من غيره ما يقاربه ، به ، فكان يلقي نفسه في المواقف التي لا يرجي خلاصه منها ، فسلم بشجاعته وشدة بأسه ولكن وإذا نفدت المدة لم تمن العدة » ولم يزل الحصار دائماً و القتال مستمراً إلى [ يوم الأحد عشرين من رجب هذه السنة فعظمت الحرب ذلك اليوم واشتد الأمر على أهل البلد ، ودخله المرابطون ونهب جميع مافيه وسلب الناس ثيابهم، فخرجوا مساكنهم من من (1) اسمها زينب بنت اسحاق ، تزوجها يوسف بن على بن عبد الرحمن، ثم تزوجها بعده القوط بن يوسف ابن على المفراوى ، ثم تزوجهة بعده أبو بكر بن عمر. ولما رجع إلى السعر وأتاب منه يوسف بن تاشفين عن المغرب عازل له عنها . ( ابن خلدون ) (۲) زاد ابن خلدون : این محمد ور کویت .
صفحة:تاريخ طرابلس الغرب (المطبعة السلفية، 1349هـ).pdf/86
المظهر