استيلاء يحيى بن غانية على طرابلس ٦٣ التغير بينه وبين يحيى بن اسحاق الميورقي ، وكان يحيى ببلد الجريد ، فسار إلى طرابلس اللقاء قراقش فخرج اليه قراقش وجعل عليها نائبا يقال له ياقوت المعروف بالافتخار والتقيا محسن ، وهو الذي يقول فيه الشاعر : ألا لا سقى الرحمن محسن قطرة ولا زال صغير الجوانب محسن و خيب قطياً (1) من الغيث كله ولا ابتل فيه للركائب فرسن وهو يعرف اليوم بوادي الهيرة : بهاء بعدها مثناه تحتية بعدها راء مهملة فكانت الموقعة ليحي على قراقش وقعة شنيعة، وفر قراقش الجبال وتوغل فيها وتبعه الميورقي أياما ثم رجع الى طرابلس وحصر بها ياقوتا نائب قراقش ، فلم يقصر في دفاعه، وضبط البلد ضبطاً عظيما ؛ فكتب الميورقي لأخيه عبد الله من بلاد الأندلس يطلب منه الاعانة ببعض اذ ذاك صاحب ميورقة . وهو أسطوله فوجه اليه قطعتين ضيق بهما على طرابلس تضييقا شديداً إلى أن استولى عليها (۲) استيلاء يحيى بن غانية على طرابلس ولما تم له الأمر ] امتن على أهلها بالعفو، وأخذ يا قوتا فوجهه في القطع التي وصلت اليه الى ميورقة فاعتقل بها ، ولم يزل هناك الى ان استولى الموحدون على ميورقة وذلك سنة قسم وقسمين وخمسمائة ولما انفصل عنها استخلف عليها ابن عمه تاشفين بن الغاني فاقام بها مدة ثم قلم عليه أهلها وأخرجوه منها ، و توجه بحي الى قابس واستولى عليها ، وبقيت (1) قطيس : بقاف مكسورة وفاء مكسورة مشددة ، اسم موضع تحت جبال غبرين من الجهة الشمالية (۲) ميورقه بفتح الميم وينتقى فيها ساكنان الواو والراء : جزيرة في شرقي الاندلس
صفحة:تاريخ طرابلس الغرب (المطبعة السلفية، 1349هـ).pdf/79
المظهر