التذكار بمدينة قابس، وقويت نفسه وحدثته بالاستيلاء على جميع افريقية البعد يعقوب بن عبد المؤمن منها . وتملك على بن اسحق (۱) بجاية من يدعامل يعقوب سنة ثمانين. وخمسمائة فوجه اليه يعقوب عسكراً واستبعدها منه وسبب استيلاء على عليها أنه لما سمع بوفاة يوسف بن عبد المؤمن عمر أسطولا نحواً من عشرين قطعة وسار يجموعه فأرسى على ساحل بجاية وخرجت خيله ورجالته من الشواني (٣) فكانوا نجو مائتي فارس من الملثمين، وأربعة آلاف. رجل ، فدخل مدينة بجاية بغير قتال ، لانه اتفق أن واليها سارعنها قبل ذلك بأيام إلى مراكش ولم يترك فيها جيشاً ولا ممانعاً لعدم عدو يحفظها منه فجاء الملثم ولم يكن في حسابهم أنه يحدث نفسه بذلك فأرسى بها ، ووافقه جماعة من بقايا دولة من بني حماد و ساروا معه فكثر جمعهم و قويت نفسه. فسمع الخبر والي بجاية فعاد . طريقه ومعه من الموحدين نحو ثلاثمائة فارس و جمع من العرب والقبائل الذين في تلك الجهات نحو ألف فارس ، فسمع بهم الملم وبقربهم منه ، تفرج اليهم وقد سار معه نحو ألف فارس ، فالتقوا و تو اقفوا ساحة ، فانضافت الجموع التي كانت مم و الي بجاية الى الملم ، وأنهزم واليها ومن معه من الموحدين وساروا إلى مراكش فجمع جيشه وخرج إلى أعمال بجاية فأطاعته جميعها الا قسنطينة فحصرها إلى أن جاء جيش من الموحدين من مراكش في صفر سنة احدى وثمانين وخمسمائه الى بجاية في البر والبحر، وكان بها يحيى وعبد ا الله أخوا على ابن اسحق الملم ، فخرجا منها هاربين ولحقا بأخيهما ، فرحل من قسنطينة وسار الى افريقية وصادقة قراقش الأرمني وكانا يقيمان الدعوة لبني العباس ، واجتمع عليهما سليم ورياح ومن بأرض طرابلس وافريقية مما يليها من العرب ، ووصل (1) هو على بن اسحق بن على بن يوسف بن تاشفين ويعرف بابن غالبة، وهو من أعيان المنشين الذين كانوا ملوك المغرب الالمى، وهو صاحب جزيرة ميورقة وقتل في حروبه مع أهل قراءة سنة ٥٨٤ (۲) لام شوفي وهو اسم تنوع من مراكب البحر To: www.al-mostafa.com
صفحة:تاريخ طرابلس الغرب (المطبعة السلفية، 1349هـ).pdf/76
المظهر