التذكار (1) صلاح الدين يوسف بن أيوب انما ملك هو وعمه أسد الدين شير كوه مصر بجيش نور الدين محمود بن زنكي وقوة سلطانه ، وكانا من قواده وأهوائه، ولما توفي أسد الدين حدثت بين صلاح الدين بن أيوب و نور الدين زنكي وحشة ، وكان ذلك سنة ثمان وستين وخمسمائة ، احتاط صلاح الدين يسببها ، وقسم أمره بين بلاد اليمن و بلاد المغرب ، و بنى على الاندفاع أمامه إن وصله تو رالدين وسبب الوحشة : أن صلاح الدين يوسف بن أيوب عمد من مصر الى بلاد الافرنج غاز يا ، و نازل حصن شو بك (۱) و بينه و بين الكرك يوم و حاصره وضيق على من به من الافرنج ، وأدام القتال، فطلبوا الامان واستمهلوه عشرة أيام فأجابهم إلى ذلك ، فلما سمع نور الدين بن زنكي بما فعله صلاح الدين صار عن جمشق قاصداً بلاد الافرنج أيضا ليدخلها من جهة أخرى، فقيل لصلاح الدين : ان دخل نور الدين بلاد الافرنج وهم على هذه الحالة أنت من جانب وهو من جانب ملكها، و متى زال الافرنج عن الطريق وأخذ ملكهم لم يبق لك بديار مصر مقام مع نور الدين : و أن جاء نور الدين اليك وأنت هاهنا فلا بد لك من. الاجتماع به ويكون هو المتحكم فيك بما شاء ، أن شاء تركك فعل ، وان شاء غير ذلك فعل ، فلا تقدر على الامتناع عليه و المصلحة الرجوع الى مصر ، فرحل عن عائداً الى مصر ولم يأخذه من الافرنج، وكتب إلى نور الدين يعتذر الشوبك باختلال البلاد المصرية لامور بلغته عن شيعة العلويين، وأنهم عازمون على الوثوب بها و أنه يخاف عليها من البعد عنها أن يقوم أهلها على من يخلفه بها فيخرجونهم وتعود ممتنعة ، وأطال الاعتذار، فلم يقبله نور الدين منه وتغير عليه (1) الشوبك : بالفتح ثم السكون ثم الياء الموحدة المفتوحة وآخره كاف : قلعة حصينة في اطراف الشام مان عمان والله وبحر القلزم . البحر الأحمر - تقرب الكرك، والسكرك بفتح أوله وثانيه اسم القلمة حصينة في أطراف الشام من نواحي البلقاء بين أبله وشعر القلام
صفحة:تاريخ طرابلس الغرب (المطبعة السلفية، 1349هـ).pdf/70
المظهر