ولاية رافع بن مطروح الاولى 01 عبد المؤمن بن علي أكثر بلاد افريقية فخاف النصارى أن يمالله أهل طرابلس فأحبوا أن ينيروا بين المسلمين الموحدين وأهل طرابلس عداوة ، فامر وهم أن يصعدوا المنابر ويتكلموا في جهة الموحدين بسوء ، وكان ذلك سنة أربع وخمسين وخمسمائة لما بلغهم ملك عبد المؤمن أكثر بلاد افريقية ، فأعظم ذلك أهل طرابلس واجتمعوا على قاضيهم أبى الحجاج ، فسفر بينهم وبين النصارى وأعلم النصارى ألا سبيل الى نيل ذلك، وان الأمر أنما كان العقد بينهم ألا يكلفوا المسلمين شيئاً مما يخالف أمر دينهم ، وذكر أهل الدين بسته مما يخالف أمر دينهم، فان رضوا منهم بذلك والا سلموا لهم البلد وخرجوا عنه ، ، فاعفاهم النصاري وتعاقدوا على القيام عليهم والتخلص من أيديهم ، والسر والنجوى بذلك قليلة معينة ، ونصبوا في تلك الليلة خشباً وأناشيط في الطرقات بينهم، والعدوا (4) من ذلك عنع الخيل من الجري فيها وثاروا عليهم ، فبادر النصارى الى خيولهم وركضوها فلم تجد مجالا ، فأخذوا قبضاً باليد وعاد البلد إلى تملك المسلمين وكان قيامهم عليهم في سنة ثلاث وخمسين وخمسمائة (٢) (۱) قال في مختار الصحاح : تواعد القوم : وعد بعضهم بعضاً . حسناً في الخير . وأما في الشر فيقال : اسدوا لم (۴) هذا التاريخ غير صحيح لانه ذكر انا : أن النصارى أرادوا ان يحدثوا فتنة بين الموحدين وأهل طرابلس ، وكان ذلك في سنة ٥٥٤ وبدهى ان هذا قبل الثورة عليهم ، وهو سبب النبيت لهم والتنس . فكيف يعقل أنهم ثاروا عليهم سنة ٢٥٠٣ وقد ذكر ابن خلدون هذه الثورة قال ( وتاروا بهم واخر قوم بالنار ) ولم يذكر هذا التاريخ . وذكر النائب في تاريخه إن أبا يحيى بن مطروح نبذ ساحة الأفرنج متهم سنة ...
صفحة:تاريخ طرابلس الغرب (المطبعة السلفية، 1349هـ).pdf/67
المظهر