٤٨ التذكار مریم مرأمه التوجه إلى بونة والنفوذ من ذلك إلى بغداد لعلمه أن الخليفة العبيدي بمصر ينفم عليهم الظلم الاول ، فلما وصل الى بونة جعل الحارث يتأفف منه ويغويه على اهمال الملك ، فخرج عنه يحيى الى قسنطينة وبها اذ ذاك أخوه الحسن بن العزيزة فاكرمه وتخلى له عن الأمر فاقام بقسنطينة أياما يعمل أمره إلى أن أناب إلى الطاعة ودخل في ايالة الموحدين ووصل إلى الخليفة فأكرمه وأنزله مع ابن عمه الحسن ابن علي ثم كانت العبد المؤمن على المغرب الوقعة المعروفة ( بوقعة سطيف ) . فيها طوائفهم وطلع إلى حضرة مراكش يجميع من حكم عليه ، ومن جملتهم الحسن بن علي ويحيى بن العزيز وأسكنهما بمراكش في رفاهية ورزق جار ولما كانت سنة ثمان وأربعين وخمسمائة وصل الخليفة إلى سلا و استصحب معه يحيى بن العزيز واسكنه بها في بعض قصور بنى عشرة ، واقام بسلا إلى أن مات هناك ودفن مقابرها الجوفية (1) مما يلي البحرثم عاد الى مراكش و بها الحسن بن علي مقيما ، فلما وصل اليها لم يزل الحسن يغريه بالحركة الى افريقية ويحضه عليها وعلى أنقاذ المهدية من أيدي النصارى إلى أن ثاقت نفسه إلى ذلك فاخذ في الحركة اليها سنة أربع وخمسين وخمسمائة (٢) وكانت بيد رجار صاحب صقلية ملك الافرنج وكان افتكها من يد الحسن في صفر سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة حصار رجار طرابلس لما وكان وجار هذا سنة سبع وثلاثين وخمسمائة قصد طرابلس باسطوله ليأخذها علم أنهم لم يدخلوا يداً في بيعة الحسن بن على، وكانوا قدموا عليهم مشايخ (3) ينى العمالية (۲) قال ابن خلدون فنازل الهدية ( يعنى عبد المؤمن ) وحاصرها أشهراً ثم افتتحها سنة . . . واسكن بها الحسن فأقام هنالك ثماني سنين ، ثم استدعاء يوسف بن عبد المؤمن فارتحل باهله يريد مراكش فيلك بتامسنا في طريقة ته ( ص ١٦٢، ٦)
صفحة:تاريخ طرابلس الغرب (المطبعة السلفية، 1349هـ).pdf/64
المظهر