٤٤ التذكار حماها الله - في نحو من الثلاثمائة مركب حاملة ثلاثين ألف راكب ، وزهاء الف فارس . .. وكان اقلاعه في طالع مقارن للنحوس ، قاض عليه باتلاف أمواله وأهلاك النفوس . فمن أول ما أنشاء الله فيه من فعل الجميل ، وأظهره من عنايته التيه لا يؤدى حقها بغير الشكر الجزيل ، أن أرسل عليهم ربحاً جرت جميعهم إلى التيار وأصلتهم بين الماء حر النار ، في كلام طويل ولما أقلع الاسطول الى صقلية خائبا خاسراً غاظ رجار ذلك . واتفق بأثر ذلك أن وصل الاسطول الملتم مرة أخرى، وقائده محمد بن ميمون المذكور ، وقبل مغادرة بلاد رجار قتل وجمل نساء ها سبياً إلى بلاده. وكان وجار كلما وصل أسطول من المغرب إلى بلاده نسبه الى الحسن ، فعزم العزم المصمم على غزو المهدية وأفشى في ظاهر الامر أن بينه وبين الحسن صلحاً و أو في نفسه ما فيها لتم خديعته ويتمكن من مراده. وكان بين الحسن و بين ابن عديمي بن [ العزيز بن منصور (1) } بن الناصر ابن علناس المتقدم الذكر صاحب بجاية ما أوجب أن بعث في هذه المرة لمحاصرته بالمهدية أسطولا في البحر وجيشاً في البرقائده مطرف بن علي بن حمدون الفقيه ، تحصر المهدية براً وبحراً ، ونزل مطرف بجيشه بظاهر زويلة ، فأستمد الحسن رجار فأمده بأسطول ، فعلم مطرف بذلك قارتحل عن المهدية مسرعاً ، وكانت لوجار جواسيس بالمهدية فكتبوا إليه يعلمونه أنه مرساها مواكب قد استوفت وسقهاء قائد اسطوله المتوجه للنصرة بالهجوم عليها وأخذها ، فأخذ ذلك غدراً و حملها إلى صقلية (٣) ، ثم هجم بعد ذلك على مرسى المهدية فأخذ منه مركبا (1) كانت بالاسله يحيى بن المعزين بأديس بن المنصور الخ وهو خطأ والصواب ما أثبتتاء كما يؤخذ من ابن خلدون ( ص ١٦٢ : ج ٦ ) جوجي (۲) (٢) ( سمية ) بثلاث كسرات وتشديد اللام ، والياء أيضا مشددة : مدينة على شاطىء بحر الروم العماني فيما يقابل الفريقية - ويبلغ الساع البحر بينها وبين الفريقية في القرب نقطة مائة واربعين ميلا ، وها عدة مدن
صفحة:تاريخ طرابلس الغرب (المطبعة السلفية، 1349هـ).pdf/60
المظهر