ولاية الحسن بن على ٤٣ (1) اليوم الثالث تمكن النصارى من القصر المعروف بقصر الديماس ، وحصل به زهاء مائة بإعانة بعض الاعراب لهم على ذلك لما مناهم به عبد الرحمن وصاحبه . وقد كان ريجار أمر هما بالنزول بجزيرة الاحلمي والتحيل على أخذ قصر الديماس بمباطنة العرب ، ثم الزحف من هنالك في البر بالرجال والخيل الى المهدية ، فلما كان في اليوم الرابع اجتمع المسلمون وخرجوا من المدينة وكبروا تكبيرة راعت من في الجزيرة فظنوا أنهم داخلون اليهم فانهزموا إلى مراكبهم وقتلوا بأيديهم كثيراً . من خيلهم ، ودخل المسلمون الجزيرة وليس بها أحد منهم. فوجدوا بها خيلا وآلات وأسلحة أعجلهم الحرب منها ، وأحاطوا الديماس يقاتلونه والاسطول في البحر يعاين ذلك ولا يستطيع اغاثة من في القصر لكثرة ما اجتمع في البر عساكر المسلمين . فلما ماينوا أنهم غير قادرين على إنقاذ من بالقصر أقلعوا عائدين الى صقلية ، وأقام المسلمون يقاتلون من حصر بقصر الديماس منهم إلى أن اشتد الحصار عليهم ، وفنى ماؤهم وطعامهم ، فخرجوا منه ليلة الأربعاء الرابع جمادى الآخرة ، رة ، فتخلفتهم سيوف الاعراب فقتلوهم من اخرهم ، ومني. المحسن بهذا الفتح. ولم يدر ما تحت طيه من المحنة التي خصت وهمت المسلمين ، و كتبت عنه في ذلك كتب إلى سائر الجهات، منها كتاب يقال في بعض فصوله : و أن صاحب [ صقلية ] لَج في طغيان فيه ، واستمر على عداوته وبنيه ، من عشر من أن ذلك وحمله سوء تقديره وفساد تدبيره على احتضام جانب الاسلام ، و توهم سهل الملتمس قريب المرام، فاستجاش و حشد ، واستنفر واستمد . ولما اشتملت له في ظله أموره ، وكمل تدبيره الذي فيه تدميره ، سير أسطوله نحو المهدية . (1) قال ابن مقلدون في أخبار الحسن بن على ( ص ١٦٦ ، بج ٦ ) وقصدوة ( أي الفرنجة } إلى المهدية ونزلوا إلى الساحل وشربوا الابنية ، وماسكوا قصر ( الدهانين ) وجزيرة ( الأملس ) وتكرر القتال فيهم إلى أن عليهم المسلمون واقعوا راجعين الى صقلية فقد سمى الجزيرة والمقصر بقيرماً ما سماها المؤلف
صفحة:تاريخ طرابلس الغرب (المطبعة السلفية، 1349هـ).pdf/59
المظهر