انتقل إلى المحتوى

صفحة:تاريخ طرابلس الغرب (المطبعة السلفية، 1349هـ).pdf/56

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
٤٠
التذكار

يموت يحيى أميت الناس كلهم
حتى اذا ما علي جاءهم فشروا
ان يبعثوا بسرور من تملكه
فمن منية يحيي بالأسى قبروا
وافي علي بسن الموت ضاحكة
وهينه من أبيه دمعها عمر
شقت جيوب الاعالي بالأسى فبكت
من كل أفق عليه الأنجم الزهر
وقل لا بن تميم حزن مأنها
فكل حزن عظيم فيه محتقر
قام الدليل - ويحيي لا حياة له -
أن المنية لا تبقي ولا تذر

ولا به علی به یحیی بن تمیم

ولما تولى علي علت همته وأنف مما كان يفعله قواده ، ومنهم رافع بن بكر الدماني قائد قابس . وكان لا يصنع أحمد بافريقية أسطولا لحمل التجارة الأ أميرها ، وكان رافع اصطنع في أيام يحيى أسطولا لحمل التجارة فلم ينكر عليه يحيى جرياً على عادته في المداراة . فلما استقر على في الملك لحقته أنفة وبعث الى رافع أن يمنعه من ذلك فالتجأ إلى رجار صاحب صقلية لعنه الله و اعتضد به ، فوعده - أ ينصره ويعينه على اجراء مركبه في البحر ، وأنفذ في الحال أسطولا إلى قابس، فاجتاز أسطوله بالمهدية فتحقق على اتفاقهما ، وكان اذا قيل له اتفقا على ذلك يكذبه فلما اجتاز الأسطول بالمهدية أخرج علي أسطوله إثره فتوافى الجميع الى قابس: فلما شاهد رافع أسطول الافرنج و [ أسطول ] المسلمين لم يخرج مركب١، فعاد أسطول الافرنج وبقي علي بحصن قابس مضيفا عليها ، ثم عاد إلى المهدية . وتمادى

رافع في المخالفة لعلي وجمع قبائل العرب وسار بهم حتى نزل المهدية فحاصرها، و خادع عليا وقال انما جئت للدخول في الطاعة ؛ وطلب من يسعى له في الصلح ،


  1. یعنی ان رافعاً لما شاهد أسطول الأفرنج و اسطول المسلمين، وهو أسطول علي القادم من المهدية بني أسطوله لم يخرج منه مركب