ولاية بحبی بی نمیم
ولما مات تولى ابنه يحيي في رجب من السنة المذكورة . وكان عادلا في رعيته ضابطاً لامور دولته ، رحيما بالضعفاء والفقراء ، يكثر الصدقة عليهم ، يقرب أهل العلم والفضل ، وكان عالما بالاخبار وأيام الناس والطب ، وكان حسن الوجه أشهل العين ، الى الطول ماهو١
ولما استقر في الملك جهز أسطولا إلى جزيرة جربة، وسببها : أن أهلها يقطعون الطريق ويأخذون التجار، فحصرها وضيق على من فيها ، فدخلوا تحت حكمه ، والتزموا تولد الفساد، وضمنوا صلاح الطريق ، فكف عنهم عند ذاك ، وصلح أمر البحر، وأمن المسافرون٢. وتوفى سنة تسع وخمسمائة وكان موته فجأة يوم عيد الاضحى . وكان منجمه قد قال له في تسيير مولده : أن عليه قطعاً في هذا اليوم فلا تركب ، فلم يركب وخرج أولاده وأهل دولته إلى المصلى ، فلما انقضت الصلاة حضروا عنده للسلام عليه وتهنئته وقرأ القراء وأنشد الشعراء ، و الصرفوا إلى الطعام فقام يحيي من باب آخر ليحضر معهم على الطعام، فلم يمش غير ثلاث خطوات حتى وقع ميتاً ، وكان وندم على بمدينه صفاقس فأحضر وعقدت له الولاية . ودفن يحيى بالقصر ثم نقل إلى التربة بالمنستير . وكان عمره اثلتين سنة وخمسة عشر يوما ، وكانت ولايته ثمان سنين وخمسة أشهر وخمسة وخمسين يوماً ، وخلف ثلاثين ولدا ، ورثاء عند موته الشعراء ومنهم عبد الجبار بن وعشرين بن حمديس الصقلي بقصيدة ، وهنأ فيه ابنه علياً . وهي قوله :