انتقل إلى المحتوى

صفحة:تاريخ طرابلس الغرب (المطبعة السلفية، 1349هـ).pdf/46

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
٣٠
التذكار

فان كان أعجيبكم عامكم
فموداً إلى مصر في القابل
فان حسام الخصيب الذي
قتلم به في يد الفسائل

و كان قد تحدث في المهدية بموت حمو وبلغ ذلك حمو فأمر مظافراً أن يكتب الى تميم في هذا المعنى ، فكتب اليه متمثلا بقول أبي الطيب :

كم قد دفنت وكم أقبرت عندكم
ثم انتفضت قزال القبر والكفن١
ما كل ما يتمنى المرء يدركه
تجري الرياح بما لا تشتهي السفن

وكتب تميم مرة الحمو يعظه و يتهدده ، و تمثل فيه بقول الشاعر :

ستعلام ليلى أي دين تداينت
وأي غريم للتقاضي غريمها

فراجعه عنه مظفر متمثلا بقول قيس بن ذريح :

ستعلم أن شطت به غربة النوى
وزالوا بليلى أن عقلك زائل

وقيل انه تمثل في مراجعته عن هذا الكتاب بقول جرير :

زعم الفرزدق أن سيقتل مربعاً
أبشر بطول سلامة يا مربع

قلت : وهذا أظهر في الجواب من ذلك

وكتب تميم إلى حمو - بأثر وقعة كانت تميم عليه ـ كتاب ايناس والطاف فراجعه في الجواب مظفر مثمثلا بقول عبد الله بن محمد العطار :

لا تظن امرءاً أغضبه
سبب تم انقضى ذاك السبب
سالم الصدر من الحقد ولو
أكثر الود ولم يبد الغضب
كرماد النار يبقى حرها
كامنا فيه ولو زال اللهب

فبذلك تأكدت الوحشة بينهما، واستمان حمو بالعرب وقصد حصار المهدية


  1. النظرة الأولى في ديوان للتني هكذا ( كم قد قتلت وكم قد من عندكم ) . وفيه بيت تان بين البيتين اللذين ذكرها المؤلف وهو :
    (قدن شاهد دقني قبل قولهم
    جماعة ثم ماتوا قبل من دفنوا
    ما كل الخ