ولاية أحمد القرمنلي ۲۱۷ التي هي أول بلاد السودان وهي جبال رمل عظيمة ومتصلة من المغرب الى المشرق وبها يصاد الفنك الجيد، فاذا علمت هذا فاعلم أن طربلس من أفريقية والعيان شاهد لذلك . و اشتغال أهلها بالجهاد براً وبحراً أشهر من أن يذكره فجهادها بحراً في الروم وفي البرقي محاربي الاعراب وقد نص مالك وغيره من أصحابه إلا ابن حبيب على ان جهاد المحارب أفضل من جهاد العدو وان ورد النص بمزية الثاني من الاول اذ المزية لا تقتضى الافضلية قال الناظم : فلا تهج أما الشغور حنونة كفاها مديحا عدكم هفواتها الألف واللام في التغور العهد ، والمعهود هنا ثغور المغرب ، وأمومتها لها من حيث أنها أول ثمر فتح فيه بلا خلاف بين المؤرخين ومنها افتتحت ثغوره في الأصل . وحقاتها من حيث جمعها من أمور المعاش مالم يجمعه غيرها : فقد جمعت النخل والزيتون والتين والكرم والحرث فلا يستولى على أهلها قحط بخلاف غيرها من بلاد الغرب [ وما ذكرناه من أنواع الشجر ] قائم لا هلها مقام النيل من حيث الوثوق بخصبه بل هو أقوى ويكنى أهاليها من الفضل أنها رباط لمن قد قام في حجراتها ثم ساق في فضل الرباط من الأحاديث الشيء الكثير والى هنا انتهى ما ذكره ابن غليون بشأن التاريخ، والله يتولاه برحمته، و يجازيه عن عمله هذا أحسن الجزاء
صفحة:تاريخ طرابلس الغرب (المطبعة السلفية، 1349هـ).pdf/231
المظهر