ولاية احمد القرمنلى ٢١٥ SALO لطيفة (1) حكى أن المأمون خلا مجلسه يوما من الشاكين وأرباب الحوائج فدخل من دسكرة كان مختلياً بها فوجد بعض الناس ممن يتصفون بالكتابة فنظر إلى صورة مهولة المنظر فاستنطقه فلحن فأمر بإخراجه، فتلطف اليه بالشفاعة فيه فقال : من أدخل هذا دار الملك قصد تكثير معايبنا : روح الحياء ان ظهرت كانت جمالا و ان خفيت كانت أدباء وهذا لا أدب ولا جمال فأخرجوه ولام مدخله لوماً شديداً وكم له من فضائل أبقاه الله تعالى موفقاً وأرشده لمعاليه بتداركها بالحسنات آمين فمن فضائلة الدالة على تأييد السنة ما فعله مع رجل شريف مرعشي منتسب للعلم وفد عليه صفر الكف ، فلما حل بجواره كفاء مؤنته وأقلم في كفالته إلى أن فارق حضرته فوصله بخمس مماليك ومائة دينار حمراء و ما فعله مع الفقهاء والعلماء : أبي الحسن على المكناسي ، وأبي العباس أحمد ابن الصغير وأخيه محمد المكناسيين لما قدموا عليه صقر الاكف فرض لهم في العطاء ، وأقام لهم ما يحتاجون اليه من قمح ولحم وأدام حتى غدت أيديهم ملأى بالمال وله السياسة الفائقة على سياسة كسرى فلذلك طالت أيامه وساد ذكره حتى صار جداً في الملك وله أولاد أنجاد ثلاثة : الأمير محمود بلي صاحب ولاية برقة والأمير يوسف جاي صاحب الخيل بين يدي أبيه ، والأمير محمد باشا من تلق منهم تقل لاقيت سيدهم مثل النجوم التي يهدى بها السارى وفقهم الله وأرشدهم، لهم زائد لطف ورقة وشدة تواضع ، لم يؤثر عنهم تجير و (1) مناسبة ذكر هذه القطيفة أن طال أحمد باشا هده من سوء الاخلاق وحمامة الوجه ما يستوجب خرده قولا الواسطة مثل ما طرد المامون ذلك الرجل الجهله ودعامة خلقه
صفحة:تاريخ طرابلس الغرب (المطبعة السلفية، 1349هـ).pdf/229
المظهر