انتقل إلى المحتوى

صفحة:تاريخ طرابلس الغرب (المطبعة السلفية، 1349هـ).pdf/227

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
اسم الفصل
٢١٣

ولاية أحمد الفرمنلي ۲۱۳ المؤمنين بأني ضربت رسوله واحتضمت جنابه بملأ من الرعية لأحقره في أعينهم ويكون السكاهية شاهداً بذلك . فلما بلغ أمير المؤمنين ذلك ظن صدقهم فبعث يطلب من انتمى الي بمبلغ من المال ، وقبه في الكتاب على عدم قرب خدمي و إخوتي و من اختص بنا، فركب وهو مخمر وحضرنى قبل أن أدخل حلقة الدرس فاستوقفنى وأخبرني الخير فسألت : من أمير المؤمنين أم منكم ؟ فقال من أمير المؤمنين ، فأجبت بالسمع والطاعة لما أراد بقتل أو غيره ، فقال عمال ، فقلت عامة ما علينا نعمه ناولتى الكتاب ، فناو كنيه ، فلما قرأته فاذا فيه التحريض على عدم قرب ساحتى فشكرت الله وأثنيت على أمير المؤمنين وعلمت أنها خدمة موجبها تصديق أمير المؤمنين كاهيته حتى أوقع بحاشيتي ، وخاطبت العامل بلطيف القول . فلما سمع من القول ما نافى طبعه ظن أني قلت له شراً فاخترط سيفه وضربى فحماني الله من شره ودفعت له الطلبة وتوجهت إلى الحضرة فلما قدمتها منعت الدخول يوما وحجبت عنها وعزمت على الانتقال ، ثم أثانى منه جواب لطيف و رد على ما دفعته عن حاشيتي ، وأمر بدخولي فحضرت بين يديه فلما شاهدته رأيت ماء الحياء يرشح من جبينه و تلطف واعتذر مما حل بي من الروع فيكان من جوابه : فمن يوم أن حلم بجواري هل رأيتم منى ما تكرهون : ألم أزدكم احتراما على ما لبيتكم من الاحترام قديماً : ألم أعرض لكم من المطاعم ألم أحرم زاويتكم على من يقصدها : ألم أترك لكم وظيف ما تأخذونه من الاملاك الموظفة من أهل الخراج و ردد على من نعمه مالا أستطيع أن أقابله الا يدعاء الله مكافأته فما استم ذلك أقررت له اقرار معترف ، فرأيت منه - أكرمه الله - أن تعدادها لا لمنة ، وأنما هو ليشكر فيزيد . فلما اعترفت بها زاد في الانعام ووم عد