۲۱۲ التذكار منه الكاهية وأرسل لهم يطلبهم ، وأمر رسوله أن يأتيني ، فوافاني أقرى. الدرس عشية وأنا بالمسجد فدخل يتخلل الطلبة حتى انتهى الي فناولني كتابا فيه خطاب علم ، فقلت له غيري المخاطب ، فقال أمرني سالم أن أدفعه اليكم على أي حالة کنم ، فلا طاقته إلى أن توجه وقفوت أثره حتى أتيت الكاهية وقت صلاة المغرب فوجدته بغباء معد له خارج بيت العامل فجئته فحيانا كعادته وأحضر علماما بين يدي الكاهية فدعاني اليه فجلست بإزائه حتى تناول الطعام ثم . سألته عن الطلبة أمي من أمير المؤمنين الخصوص هؤلاء القوم ؟ فقال أن أمير المؤمنين ثم يمين أحداً وأنما أرسل يطالب العامل بذلك وهو الذي عين ، فاستشفعت عند الكاهية فشن مني ، ودعا بالعامل وقال : انا قد شنعنا فلانا في من انتمي اليه ، فقال لابد فأجابه الكاهية : انا شفعناه . فعريد في كلامه على مقتضى طبعه . فأمرني الكاهية بالمسير الى أهلي وقبل الشفاعة وأصبح عازما على الذهاب إلى بادية تاورغاء ليقتضي من عمالهم مالو به فلما مضى وجه الي كتابا آخر على لسان الكاهية ومكنه من رسول لا يفقه قولا ، وتهدده ان لم يغلظ لي في القول ، فحضرني وأنا أقري. درس الفقه بعد أن انتهيت من تفسير آية كنت أقدمها أمام الدرس للتبرك بكتاب الله ، فتخلل الحلقة بغلظة وتأولى الكتاب فلما قراته فاذا هو مزور على الكاهية فعدت أنها من العامل الشراسة أخلاقه وغلظة طابعه لما يعلم من غيرتي على حلق العلم فيغيظني بذلك ، فأغلظ في القول شهرته فانتهر ، وركب وركبت متوجهاً لامير المؤمنين فمررت بالكاهية وأعدت له الخير ولما رآني متوجها إلى الحضرة أخذ بيدي و علب العامل ، وحضر عنده الرسول وعابه وكاله بلسة هم وأنا لا أفهمه وقال له : إنه احتقر الترك وحط منهم ، فدعني بكتاب القائد أرسله اليه بعدم مطالبته من انتمي إلى فلان بشيء و أن فعلت فلا تلومن إلا نفسك ، وأضعفتها علي حتى قدم على القائد و اختررت بجوابه وملاطفته ، فاتفق أن أعلم القائد أمير
صفحة:تاريخ طرابلس الغرب (المطبعة السلفية، 1349هـ).pdf/226
المظهر