انتقل إلى المحتوى

صفحة:تاريخ طرابلس الغرب (المطبعة السلفية، 1349هـ).pdf/224

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
٢١٠
التذكار

التذكار تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا وما عملت من سوء تود لو أن بينها وبينه أمداً بعيداً » و من شمائلة الكريمة التي بها تأيدت السنة ما فعله . لما نزلت ببلدنا سحائب مي معي فوع سحائب عاد لا أعاد الله مثلها في صفر سنة تسع وثلاثين ومائة وألف أخر بت البيوت ، وأهلكت المواشي ومما هدمته زاو يتنا التي بنيناها في أيامه السعيدة القراءة العلم ودرس | السنة ، و مسجد محمود خازن دار الذي ابتناه بقريتنا وجعل نظره لبني غلبون ، و عظمت على كلفة البناء فتوجهت الى الحضرة العلمية وأخبرته بما فعلت الايام بنا، فأزال عني جورها وأمدني بما سعدت به ما دثر منها ، أعانه الله على ما أولا. ومثل هذا ما فعل مع أبي الحسن علي بن عبد الصادق لما هد السيل زاويته التي يساحل آل حامد . وكم له من مكرمة من هذا القبيل وفقه الله وأعانه وأما حلمه فهو أحنف وقته ، لم ينقل عنه عدو ولا صديق أنه أظهر غضباً قط ولو رأى أو مجمع كل المنضبات وأما حياؤه فحدث عن البحر ولا حرج ، حتى أقضى به الى أنه يبرم الأمر فإذا رأى الميرم عليه استحي و نقض ما أبرم، فرماء من لم يطلع على أخلاقه الكريمة بعدم الوفاء بالعهد ، وقطع بأن ذلك سليقة لا لموجب. ولو علم أخلاقه لما علن ذلك ولا توهمه وأما تأييده للاسلام فأمر يشهد به عمله : من ذلك وقفة على سور البلد أوقافا كثيرة يفوق ريعها في العام على ألف وخمسمائة أو أقل بقليل . واجراؤه الماء المدينة النفع أهلها على حنايا لم يسبق بها، و ايقافه عليها ما يقوم بها : ومن ذلك السوق الجديد الذى بإزاء خندق القصبة من جهة الشمال ، وهو سوق فسيح الفناء أنيق المنظر والمبنى ، وكان بناؤه سنة ست وثلاثين ومائة والف .