٢٠٦ التذكار متى تعلم الايام والدهر مدحتي لكم ترعوي عني وترني وتخضم وله غيرها من القصائد زاده الله تعالى نباهة وتقع به و بأصله ، وأرشد أمير المؤمنين لمد النظر اليه فإنه أولى الناس بنظره وأحقهم به و نفقه في أيامه خلق كثير ممن لم تكن لهم وحالة ولا كثرة رواية ، واقتصرنا على ذكر المشاهير منهم ، وكلهم مراعون لديه مكرمون فان قلت : هذا أبو محمد عبد العزيز بن عبد العزيز مر وأن من أجل الطلبة و أعلاهم سنداً في العلم ومنزلة في النسب قد حل به منه ما حل . قلت : هو منه في سعة على ما ثبت من الطلبة فيه، فما أخذه الايما جنته يده بشهادة العدول ، وهبه أنه لم يكن : تفى المرء نبلا أن تعد معائبه اته بعد ومن مراعاته الجناب العلم الذي به حفظ مباني الشريعة جمعه العلماء بين يديه لفصل الخصومة، وتصريحه لهم بالمجلس : أحكموا بحكم الله ولو علي ، وقبول شفاعتهم فيها شقعوا فيه في غالب الأمر فقد وقع المكاتب هذا معه عدة وقائع شفعه فيها : منها أنه أرسل - اكرمه الله سنة ست وثلاثين ومائة وألف في الخريف يطالب أرباب البيوت والمحررين من وظيف المخزن بشيء من القمح على يد العمال، فأتاه عامل مصرا ما وظف على كل من أهل البيوت ما يخصه من تلك الطلبة، وكان ممن كتبه بطلبة (1) بعض أقاربي، فلما ناوله التوظيف فاذا فيه بنو غلبون بكذا ، فأمره أكرمه الله وأعزه - يمحو ذلك . وكان العامل شرس الاخلاق بليد الطبع فقال : غير هم من أهل البيوت مثلهم فأمر بتنقيص الطلبه مراعاة الجانبي ومكانتهم فقال : ان اعتقدتم أن لهم بمحمد قرابة فليس لهم به قرابة، وانما يجمعهم نسب بعيد ، فقال : هم قوم حررناهم اكراماً لفلان وكان له غرض في تغريهم . فقال ياسيدي ان لم (1) الطلبة بكسر اللام : التي الطلوب
صفحة:تاريخ طرابلس الغرب (المطبعة السلفية، 1349هـ).pdf/220
المظهر