٢٠٤ التذكار الشيخ أبو عبد الله محمد بن العربي * , وممن تفقه في أيام أمير المؤمنين وارتحل عن الوطن لطلب العلم وخيم له بارض مصر وجال فيها والحرمين الشريفين الففيه الأديب العالم الشريف أبو عبد الله محمد بن العربي بن محمد بن حمودة بن الصغير الهاشمي . وارتحل إلى مصر والتي بها الأفاضل وأخذ عنهم ، واشتغل بالعلوم وتفقه فيها كلها . وله باخ واسع في الأدب ورقة ولطاقة زائدة ، وله القصائد المشهورة البلاغه . فمن قصائده لما قدم الوطن ، وقدم دار الملاك و غمط بعضهم حقه قوله : ألا هل ترى العين الالى قبل ودعوا وهل سيل أجفاني التأرق والمجمع وهل تبلغاً نفسي الأماني برهة وهل يسرج الاحلاك من ليلنا شمع أو الموت أدنى من البانة قاصد يسامره جنح الدجى الشعر والدمع بلی ان دهري والع بتبددي إلى الله أشكو من زمان به ولع فمالي وللافراح من بعد جيرة تقضي بهم رشدي وأعوزني الجمع لقد سمت نفسي الحياة وطولها تساوى لدي القبر والسوق والربع ولا سيما في منير الجهل هذه فكل سليم الفوق ضاق به الفرع قلو لا الأمير المرتضى لم يكن لها سجيس الليالي (1) في خواطر نا وقع ولما بلغ أمير المؤمنين تلهفه وضيق ذرعه بما قال أمر بإعطائه بيتاً بتربة الامير محمد باشا فاعطيه ونزل به ، وأقام بالمسجد يقريء العلم، واشتغل عليه الناس نفع الله به آمین وأنشأ حفظه الله يمدح أمير المؤمنين معللا نفسه فقال : لات الخير عرج بي على طفل الريم محط المني معنى الكمي المقدم (۱) اى طوالها ، كما تقول لا انيك سجيس الدهر أي طوال الدهر
صفحة:تاريخ طرابلس الغرب (المطبعة السلفية، 1349هـ).pdf/218
المظهر