ولاية أحمد القرمنلى ١٦٥ النصارى المعدة للغزو على الاسلام . وأما سفن تجاراتهم فحدث من البحر ولا حرج وقد أخبر في بعض الثقات من تجار البلد قال : دخلت مدينة بلنسية وأتيت سوقها ، فسألني بعض التجاربها لما رأى الهيئة مغربية : من أي بلاد المغرب أنت فأخبرته من وطنى ، فسألني : أيبنون بيوت طرابلس بلبن الذهب والفضة : أم كسائر الدنيا ؟ فقال فظننت أنه يسخر بي حتى أقسم لي بمعبودهم . قال ودارني على السوق، وجمع ما هو مكتوب على أفواه هو انيتهم مما ضاع لكل ، فخرج شيء لا يحصى كثرة . فقال هذا ما ضاع لأهل بلدهم فكيف بغيرها من بلاد النصارى قال وهم يكتبون ما يأخذه لهم كل فريق من المسلمين و أما أهل الأحوال فهي مشهورة بإقامة أهل الصدق في الاحوال بها قديما وحديثاً ولم تزل على ذلك مي وأما موافقتهم أويساً القرنى رضي الله عنه في الوصف، فهم في التقشف والزهد والقناعة بالرتبة الأويسية ، وإن كان اختصه الله تعالى بزيادة « يختص برحمته من يشاء والله ذو الفضل العظيم » وأما موافقة أهلها الامام أبا القاسم الجنيد بن محمد القواريري سيد طائفة أهل عصره و امام من بعدهم الى الله تعالى ، على أصول الكتاب والسنة ، فقد كان منهم شرذمة على ذلك قديماً وحديثاً : الاستاذ أبو الحسن ابن النمر * فمن القدماء الفقيه العارف بالله أبو الحسن ابن التمر كان مولده بطرابلس سنة ثمان وأربعين وثلاثمائة أخذ عن أحمد بن زريق البغدادى بمكة، وروى عن ابن القاسم عبد الرحمن بن عبد الله الجوهري ثم عاد إلى طرابلس، ودعا إلى الله صبحانه و تعالى ، وقرر الشريعة أصولا وفروعاً ، وأظهر السنة بها لما عم الرفض
صفحة:تاريخ طرابلس الغرب (المطبعة السلفية، 1349هـ).pdf/179
المظهر