ورجع خليل حتى تزل بطرة المنشية بمن معه و خرج لقتاله أهل البلد والجند وفتح باب زناتة ولم يفتحه أحد ثم أغلق بعد انقضاء القتال وأقام خليل سبعة أيام ثم توجه لعبد الله بن عبد النبي الجبالي وانضم اليه بمن معه فجعل إبراهيم قار محمد قائد جيش الخيل و أخرجه للقائه فالتقوا بمحل يقال له الشرعب فكانت الوقعة لمحمد على خليل ، وفر خليل بمن معه لارض سرت، وسار محمد في أثره الى أن نزل يمين تاورغاء ، فراسل عبد الله بن عبد النبي قوفد عليه فأفراء بقتله قريوي الجبالى فقتله ومن معه الا ابنه عليا مسكه ليأني بما أخذ من خراج فزان و رجع محمد ، و أقام خليل بسرت قليلا ثم توجه منها لودان ولحق بالناصر صاحب فزان و تفرق عبيده و اتباعه شعر بنر ولم يبق منه الا قليل فاخذه رحومة ابن جويلي المسراني كبير ركب تجارة مصر لأرض فزان معه حتى أدخله . فاكرمه ابراهيم ليبك وأهلها اكراما زائد، وخرج منها إلى القسطنطينية شاكياً الحضرة السلطان ، وما درى أن الله يعمل الظالم حتى إذا أخذه لم يقلته ولاية ابراهيم الاركلي مهر و استقل ابراهيم بالملك عاما كاملا ، وفي خلالى العام شرد بشيعة خليل قتلاوتفيا وكانت شيعته أكثر جند البلد فضعف بذلك أمر الترك ووهت شوكتهم ووقع في نفسه من محمد قار الأفضل شيء كرمه فاز اله من موضعه وجعل قائد خيله تركيا يقال محمد حسين شاوش . وكان ذلك في ربيع الأول الخمس خلون منه ، فبقي على ذلك أربعة أشهر وتسعة عشر يوما ، ثم عزله عنها لست بقين من رجب سنة اثنتين وعشرين ومائة والف. وكانت ولاية قار محمد آغة الخيل ستة أشهر و ثمانية عشر يوماً، وقلدها محمد باي الملقب ابن الجن الكول اخلى كان رئيس شوتى مشتغلا بغزو الدو و تشريد هم و غزواته ووقائمه كثيرة معهم و تخريبه قراهم مشهور ، لو تتبعناها
صفحة:تاريخ طرابلس الغرب (المطبعة السلفية، 1349هـ).pdf/173
المظهر