١٥٦ التذكار وحشر الأعراب الكرسي القانة $ و بني كثيراً في الأمر ولزم شأنه تشوف أهل غريان للخلاف وخلموا بيعته فخرج اليهم، الجند الساكنين خارج المدينة في سائر المملكة وحاصر غريان و قطع شجرها ، وكان ذلك سنة خمس عشرة ومائة وألف ودخلها من وادي الأرباع ونهب أكثر بلادها وقتل منهم ولما دخلت سنة ست عشرة ومائة وألف قدم عليه الشريف صاحب تونس فيفتك البلد من يده واستصحب معه عثمان القهوجي وشعبان بن قار يوسف آغة كانا فنيا عنده ظنا منه أن أهل طرابلس يوافقونه اذا ر أو هما معه ، وقدم في جند كبير نحو الثمانية عشر الفاً ونزل برملة المنشية من جهة طرة وخرج خليل . فلما التقيا أخبر خليل بخلاف الجند الذين بالمدينة عليه ، وأن بعضهم أدخل يدامع الشريف، فكر راجعا إلى المدينة و ترك أثاث المحلة و دخلها وخلق الأبواب ، ودخل الشريف المنشية و أفسد جنده بها وحاصر البلد . وكان نزوله بالرملة لخمس عشرة بنين من شعبان سنة التاريخ و قطاع تخيل الاجنة والسواني (1) التي بالقرب من المدينة وجعله أبراجاً ليحاصر المدينة بذلك ويرمي عليها الكور وكان من السواني المشهورة التي أخر بت إذ ذاك سانية الفقيه العالم الصالح سيدي عبد الله بن أحمد بن غلبون التي كانت تسمى ( ارم ذات العماد ، لحسنها وما حولها من الأجنة ، وراسل أهل الطاعة وأقام على الفساد ومحاصرة البلد نحوا من أربعين يوما . وقرب من المدينة بأبراجه ، واشتغل يحفر سرب من تحت الأرض ليضع فيه بار و دار كي يغرب المدينة. فلما أحس به أهل البلد فتحوا باب البحر وخرجوا اليهم بكرة وحملوا عليهم حملة منكرة فلم يفلت من جنده المهتمي بأبراجه الا قليل ، وصاحوا بهم فوقعت الهزيمة عليهم وقتل منهم كثير قسم الأمر الخليل وعظم في أعين الرحية والجند، و ازدادت هيئته فكان اذا أرسل السرية القليلة .
(٢)
(1) السانية في اللغة اسم البعير الذي يستقى عليه، والعارا بالسيون يطلقونها على الأبستان (۲) السرب بفتحنين النفاق