راسل صاحب الجزائر شعبان خوجة ليساعده على تونس وسببها أن محمد بك بن مراد جند نحوا من أربعين الفأمر تزقة من الترك ومن أبناء الترك سوى مرتزقة العربه ، فبعث إلى محمد الامام يطلب منه من بطاعته من أهل الخراج ممن هو من أهالى تونس : كأهل جربة وصفاقس وسوسة وقابس وغيرهم و لو رفضوا سكنى تونس، فأجابه لذلك مسائلة إلى أن يستعد ، وراسل شعبان صاحب الجزائر يطلب منه الاعانة فأمره بالتأهب اليه واتفق معه على اللقاء بعنابة - بلد من عمل الجزائر به من أنواع الطيرات كثير - فارسل محمد الامام أسطوله ، وجوز فيه من جنده مرتزقة ألفاً ومائتين وخمسين غير النوتية . وكان ذلك في ربيع الأول سنة ست ومائة وألف . ولما بلغوا عنابة والتقى الجندان وانضما لبعضهما كانت الوقعة المجندين : الطرابلسي والجزائري عليه وفر أمامهم ودخل تونس ، وقفوا أثره حتى نزلوا به وحاصروه حصارا شديداً ، وفي مدة حصار هم له أرسلوا طائفة من الجند المدينة غار الملح فحاصروها وأخذوها وتم خليل المذكور و من معه بحصار البلد حصاراً عظيما ووقعت بينهم أمور كثيرة يطول شرحها، وقاتلوهم قتالا شديداً لم يعهد مثله الامثالهم ، وظهر من شجاعة خليل بأي المذكور وقوته مالا يوصف إلى أن افتتحها قمرا ثم أن أهل الجزائر دخلوا مدينة تونس وجعلوا بها أموراً شنيعة من القتل والنهب والفسق وغيره . ثم أن خليلا المذكور قدم تونس بمن معه وأنى بما كان من مراكب بغار الملح كالقبطانة وغيرها فأعطاه شعبان خوجة تلك السفن فشتمه لكو تعلم يسهمه مما أخذ من تونس . فاحتال شعبان في قتله وأرسل يطلبه ، فعلم به خليل واقلم من حينه فرموه بالمدافع من حلق الوادي فلم يقد وقدم الى طرابلس مسروراً ولما استقر خليل في الملك وقدم عليه صهره وعياله من بلاد الترك وسلم المحمد
صفحة:تاريخ طرابلس الغرب (المطبعة السلفية، 1349هـ).pdf/169
المظهر