ولما تمت له الأمور بعث الصوره وعياله سفينة أنت بهم من بلاد الترك فوافق دخولهم عليه سبيحة أولى ليلة من المحرم سنة خمس عشرة ومائة وألف و كان سهره محمد باشا حليما لين الجانب حسن السيرة لم يتخذ أهوالها الخاصثه غير عبد زنجي كان له قبل أن يلي الملك ، لم ير مستعملا الحرير ولا ذهب ولا رتكبا لمحرم في غير القانون المخزني ، وأما هو فقد غلبه فيه العمال والجند حتى أنهم يطلبونه في أحداث الخوارق وهو لا يريدها، وربما صرح بذلك وتظلم، . وكان ملازما للخمس في الجماعة يؤم الناس ان غاب من مينه للامامة بالقلعة كثير التوقير العلماء يقف لأدناهم منزلة و يتنحى لكبرائهم عن سرير التناول ، يطرق بيته جليل الناس وحقيرهم ، ويخرج اليهم بنفسه و يسمع الشكاية من الكل ، فإذا أتاه الشاكي وقت أ كله أخرجه اليه وأكل معه جبراً خاطره، لم يتألق في مأكل ولا فرش ولا بناء سوى مسجده الذي بناه بسوق الترك المعروف به ، فانه بذل فيه وسعه ، و بناء من مفروضه في الغنائم ، وكان بناؤه على يد ثقته مصطفى قار بطاق التونسي سنة عشرة ومائة وألف . وقد أشار اليه ابن سيدى أحمد الفقيه في أبيات فقال : جامع أنس قد بنا . ذو المطا وحبسا محمد الباشا كفا ه الله شر من أسا و وكان الناظم هو نا ولمن قد هندسا وهو ان قيل ما تاريخه قلت : بتقوى أسما كما أشار ، انتفع الناس به انتفاهاً كبيراً جعله الله له جنة من النار وفي سنة أحدى عشرة ومائة وألف جدد بناء السوقين المحدقين بمسجده من جهتي الغرب والشمال بناء لم ير مثله في سعة المساحة وحسن الشكل . وكان في مدة ولايته وقم بينه وبين محمد باي صاحب تونس وحشة أدت إلى أن محمداً الامام
صفحة:تاريخ طرابلس الغرب (المطبعة السلفية، 1349هـ).pdf/168
المظهر