استعان بأهل ابن وليد (1) من أورفة وأتباعهم، فلما قربوا من البلد لم تخف حيلهم على محمد بن جهيم ومن معه من كبراء جنده ، فرجوا وراودوا تماما على الخروج معهم فأبى عليهم اعتماداً على مراسلة علي وأخيه المصرى له بأنهم أتوه بالخلع و التجديد من حضرة الامير محمد باشا وبعثوا له بلقائهم بمن معه من كبراء جنده و أولاد الملوك ، وأمر أصحابه بالتأهبهم ان قدموا ، ظناً منه أن ما احتال به خاف عليهم فخرج للقائه تمام وحده، فلما رأى ذلك سقط في يده فدخل على وأخوه البلد و اقاموا بها تماما سنة ويده مرفوعة عن التصرف ولما بلغ محمد بن جهيم وادي الخر مان بايعه من معه على قتالهم ، وكان على خرج في غازية في أثرهم وليس عنده خبر وصولهم الوادى . فلما نزل بازاء قلعة بالوادى هجم محمد وأصحابه عليهم وأخذوا أسلحتهم ومتاعهم وقتلوا بعضهم ولم يفلت علي الا في نفر قليل، وخرجوا في أثر هم حتى أدخلوهم مرزكا ، فدخلها محمد بن جهيم وأصحابه ليلا، وأخرجوا تماماً وأحاطوا ببيت علي . فلما أصبح طلب الامان فأعطيه على شرط أن يرد ما أخذ من خزانة الناصر ، فرد ذلك وراسل أخاه يوسف بالقدوم عليه بعد أن أخرجوه منها وأخوته إلى القصر الاحمر بسبهة ، وكان قتل محمد المصرى من البوادي أيامه وولوا رئيساً عليهم جبرا التلفاط السلماني فحاصروه بالقصر الى أن أدركهم يوسف في خمسمائة فارس من الجند
صرف عليهم من نفسه
(۱) ابن وليد بقد يقع في جنوبي مدينة طرابلس على مسافة ١٨٠ ميلا وهو بلد بيوته مبنية بالحجر والطين وتقع على حالتي جرى ما يسمى وادي ابن وليد وتسكته قبائل أرقة ، ولكل قبيلة فيه قصر يتركون فيه ماتقل لقلب الكلا" وهو قفر وماؤه قليل ولعله يشربون من آبار لا يقل على الواحد حمله حين انتجاتهم منها من .. ولعاً ، وثم يكن به من العمر الا الزيتون، ويسقى مما يجرى في هذا الوادى من منه المطار عند تروله و تحيط به صحراء قاحلة من حياته الأريم على مسافة يوم تقريبا و به قتل رمضان بنك السواحلي يوم عيدالأضحي سنة ١٣٣٨