الجند والقواد كثير، وفي تلك الوقعة مات رجب قصعة، ولما وقع رجب عن فرسه أحضر بين يدي منصور ابن خليفة مكشوف العورة فاستفات به فلم يغته وباشر قتله بنفسه، وهذه الفعلة منه دات عن صغر نفس. وكان إيقاعه بهم سنة ثمان ومائة وألف بأواخر رجب أو في شعبان ولما بلغ محمد باشا الخبر اختم لذلك غماً شديدا وعزل يوسف من قيادة الجند وولاها خليلا. يوم الجمعة لست بقين من ذي القعدة من السنة المذكورة، وبنى يزينوبة، وطني منصور وتجير، وأكل مواشي الرحايا وأفسد زر ومهم وتوجه إلى أرض برقة، وأرسل الأمير محمد باشا إلى عامله على الجبل الأخضر محمد بن محمود ليأخذه، فجمع من جنده من أهل البلدين: درته وبنغازي ممن ولد بهما من مصراتة ويزليتن و بنى الجند المسمون القول أو عليه، وأضاف إليهم أعرابا أطاعته من أهل الجبل الأخضر: جبارته، وبراغيث، وأولاد برحوص، وأولاد علي. فاجتمع عنده اثنتا عشرة مائة فارس وتوجه إليه، و بعث الاعراب المذكور بن طليعة، فالتقي الفريقان ببرقة فهزمهم منصور حتى بلغت هزيمتهم أخبية محمد باى ومن معه من جند البلدين، فردوا عليه وهزموه هزيمة منكرة حتى أفاتوه أهله واستولوا على حريمه ولم ينج منه الأذود ابل، فرجع إلى وطنه واجتمع اليه من اخوانه وأصحابه ورجع لما كان عليه، وثارت بينه وبين عبد الله بن عبد النبي الصنهاجي حروب أدت الى موته وذهاب شوكة أعوانه، ومات سنة تسع ومائة وألف على يد عبد الله بن عبد النبي الصنهاجي ومن انضم اليه من أولاد عبد الرحمن الجبالي وأولاد زيان وأولاد سلطان التاورغيين، وبني معدات وأولاد الجند من أهل مصراتة في أرض قسى قرارة ابن جدي، بالتصغير محل حرث لأولاد على العمائم بين يزليتن و مصراتة، مساقتها من كل نحو ثلاث ساعات، ومن مصراتة بين الجنوب والغرب
صفحة:تاريخ طرابلس الغرب (المطبعة السلفية، 1349هـ).pdf/160
المظهر