على الشريعة المطهرة وإنما تكون الحكومة بدار كبيرهم. أيقظ الله لهم ملك الاسلام وأعانه حتى يردهم الى الصغار. وكل هذا ومراد خارج المدينة
وكان مراد يستقبح فعل الاتراك وتجبرهم وأذيتهم ويكره محاربي الاعراب فلذلك كان لا يستقر بالمدينة الا قليلا، أذهب شوكة بني محمود بن طوق بن بقية (١)، واستعان عليهم منصور بن خليفة الترهوني وفرقهم في البلاد شعر بقر حتى راو دوه على الاتاوة فلم يرض واستمان على طغاة الاتراك بمراد الفوشلي صهره و حسين قبطان كلايجي حتى ردهم لرجعاء أمهم، ثم أراد المكر بيهما فاحتال على مراد الفوشلي وكان بترهونه، واستعان على ذلك بحسين كلايجى وعبد الله داي وبني فشلوم وراسلهم ببعثه إليه فوجهوه اليه مع رصل منه، فلما خرجوا به وأبعدوا قتلوه قبل وصوله اليه وكان اذ ذاك نازلا يمين تسمى عين الوزغة بأرض ترهونة ينزلها جابي عشور هم، ماؤها عذب علي مرحلة و نصف من المدينة، ولما بلغه الرسل قتلهم مراد ورأسل بني فشلوم وعبد الله في بعث حسين كلا يجي، فاحتالوا عليه حتى حضر عندهم فيمكنوه من رسله بكرة وخرجو جوا به، فا مر بالمقبرة التي هي خارج باب المدينة تجاهة، المعروفة بالشيخ حموده وجد بعض الجنديها، على عادة أهل البلد في خروجهم ضحوة لذلك المحل يستروحون ويشترون ما يحتاجون اليه من حطب وتين وغنم، فصاح يهم الكلا يجي مستنينا فافتكوه من أيديهم بالحجارة وأدخلوه المدينة وغلقوا بأبها وكان ذلك لخمس عشرة بقين من ربيع الثاني سنة سبع وتسمين وألف ووافقه الجند وخلعوا بيعة عبد الله وقتل ابني فشلوم : عمر ومحمود، وأمر بوضع رأسيهما على حربتين خارج باب المدينة ليراهم قصراؤهم خارج السور فيكفوا عن نصرة مراد، وحبس عبد الله داي وكان ذلك لست بقين من ربيع الاول من سنة ثمان وتسعين وألف
(1) أنظر الكلام على محمود بن طوق في صفحة ٦٢.