ولاية الحاج عبد الله الازمير لى وأجلسوا الحاج عبد الله مكانه وبايعوه في ذلك اليوم وتولى الخزانة وتفريق رزق الجند ، وتصرف في الولاية والعزل بمشورة مراد عامين وقسمة أشهر الا إحدي عشر يوماً، وفي أيامه سنة ست وتسمين وألف أو اخر جمادي الآخرة أتي الافرنج (1) بالبونية لأخذ البلد ورموها بالمدافع وكان عبد الله هذا ضعيف الشكاية أصغر الفؤاد والغالب على تدبير أمر المدينة وعبد الله ومراد بنو فشلوم يزليتن : عمر و محمود ، فحضر عندهم أعيان البلد: عبد الله الرجيبي وبنو المكنى وغير هم من الأحيان، واتفق أمرهم على أن يعطوا مالا للافرنج ويكفوا عن الرمي فردوا الأمر على عبد الله فوافقهم ، وكانوا أنوا البلد على حين غفلة من أهلها، ثم ردوا الأمر على مرادفا بي عليهم فراجعوه فرد عليهم رأيا هو أنكم تتركون البلد وأنا أبني لكم مدينة بالهاني (٣) عظيمة القدر أحسن منها لا يلحقها أذى الافرنج ، وأستعمل الغزوهم أسطولا ويكون بناؤها من مالهم ، وفعلتها (٣) ، فأبوا عليه وأخرا فوافقهم على ذلك وقدروا ما أعطوه على دور البلاد ولقد أخطأوا ، ومنشأ خطأهم أستبدالهم الحياة الدنيا بالآخرة فأهانوا البلد بتلك الفعلة ، فمن يومئذ تقوى أمر الافرنج في البلد وعلا شأنهم، واشترطوا في صلحهم ذلك أموراً لا يلتزمها مؤمن يوقن بلقاء الله ووعده ، منها دخول طاغيتهم كائناً ما كان يفعله على ملكها يملأ بها بساط ملك خليفة الله ورسوله في الارض ومشي كبير هم شاهر سلاحه بين يدي الملك ، وأن لا يحاكموا مسلماً في خصومة (1) حكومة اسبانيا (۳) موضع يبعد عن مدينة طرابلس الى الجنوب الغربي بنحو ساعة (٣) هذه الكلمة غير مفهومة وبعدها بياض يتسع . الكلمة
صفحة:تاريخ طرابلس الغرب (المطبعة السلفية، 1349هـ).pdf/154
المظهر