ولاية علي الجزائرى و بايعوا عليا الجزائري - نسبة لمدينة الجزائر بأرض المغرب لتربيته بجندها وهو روميلي الأصل - لثلاث عشرة بقين من جمادى الآخرة من السنة المذكورة ، فمكث لتدبير الأمر سنة وثمانية عشر يوماً ، والغالب على الأمر. أمر مراد باي وأحكامه نافذة في البر و البحر ، وله أعوان من الجند ورؤساء وغيرهم، فمن الرؤساء حسين قبطان الملقب كلا يجي - نسبة لصنعته وهي تلبيس النحاس القصدير - وكلاي بكاف مفتوحة بعدها لام بعدها ألف لينة وياء تحتية آخر الحروف بالتركية القصدير، ومراد الفوشي نسبة لنوشة قرية بالأناضول ، بلد فلاحة ، و بها أجنة كثيرة الخصب بينها وبين أزمير نحو العشرين ميلا ، وبها بئر ماؤها يشبه الثلج في كل الفصول بخلاف غيره من آبارها ، ويسميه أهل البلد عماء الثلج فيقولون : كرتل سي، وكرتل بكاف مفتوحة بعدها راه ساكنة $ J ومثناة فوقية مفتوحة بعدها لام، بالتركية الثلج ، و سي بين مضمومة وهمزة مكسورة ، بالتركية الماء ، إلا أن لغتهم تقدم المضاف اليه على المضاف ، وماؤها عذب مفرط العذوبة فلما ثم عامه أراد مراد وأعوانه خلع بيعته واجتمعوا ليلا على خلعه ولم يكن له علم، وأعلموا أهل الديوان بذلك ، فلما أصبح وجلس الحكومة جاء مراد وأصحابه والديوان ومعهم عبد الله الاز ميرلي - نسبة لازمير مدينة عظيمة بالاناضول كثيرة الخصب والتجارة براً وبحراً ، ويجتمع فيها خير البدين الاناضولى والروميلي ، وتجلب اليها الخيرات من كل الاراضي والبضاعة الثمينة والجواهر، ومنها تجلب الى القسطنطينية ومصر ، وإفريقية ، وطرابلس و غير ذلك من بلاد الروم. فأخذوه وهو على كرسي الحكومة وتقوه الى بلاد الترك وكان ذلك يوم الاثنين لخمس خلون من رجب سنة خمس وتسعين وألف
صفحة:تاريخ طرابلس الغرب (المطبعة السلفية، 1349هـ).pdf/153
المظهر