أو على هرب و فعل ما فعل فكذيبهم أهل السفن وأرسلوا رسلا من جهتهم ليعاينوا الامر ، فلما عاينوا صدق الخير نزل العسكر على عين الفضة (١) ، فقال مصطفى البلديها وال غيري بايسه أهلها وأنا لا أريد شغل الناس، فأجبره الجند الذين معه على ذلك ، فاشترط عليهم شروطاً إن التزموا بها أسعفهم وإلا فلا ، منها تنقيص رزق الجند الثلث وكان رزق الجندى في كل يوم نصف ريال فنقص له ثلث ذلك و نصف صدمه وهو قرميلان ونصف القرميل ، والتزموا بذلك ، فصار رزق أعلى الجند أربعة قراميل في اليوم لا يزاد عليها وأن علا، وكل قرميل عشرون عثمانياً فلوساً صغارا من نحاس إلا رئيس كبيرة السفن المسمى قبطانا فان له ريالا وربما في اليوم رزقا ولمن تحته المسمى بقرونة ريالا كاملا ولمن تحته ريالا الا ربعاً ، وهذا بشرط أن تكون مفهم أسطولا لاشواني ، فوافقوه على ذلك ودخلوا البلد وأخرجوا الأنيلى والاندرلى من التخت وأبقوهم في مناصبهم لكبر سنهم واستقر عليه مصطفى السبع بقين من المحرم سنة سبع وثمانين وألف ولاية مصطفى الكبير الاستنكويلى ولما استولى على البلد والخزانة ووفواله بما شرط وكان من شرطه عليهم أن يتصرف في مفسد الجند من غير ترو ولا مشورة في شأنه فتصرف في الكثير منهم بالقتل ، ولم تكن له عشيرة بأوى إليها ، وعظمت هيبته على الجند حق إنه يبعث المصابة من الجند رجلا من طرفه و هم بأسلحتهم فيأخذهم وينفيهم حتى ففى منهم في يوم واحد ثلاثمائة ، وكان مصطفى هذا رمونا بالرعية محباً لاهل البلاد لا يحب من يسعى إليه بشر في الخلق . أسقط عن الرعية بعض الوظيف (1) انظر هامش صفحة لا
صفحة:تاريخ طرابلس الغرب (المطبعة السلفية، 1349هـ).pdf/148
المظهر