انتقل إلى المحتوى

صفحة:تاريخ طرابلس الغرب (المطبعة السلفية، 1349هـ).pdf/143

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
اسم الفصل
١٢٧

الذي بإزاء فندق الباشا وأجلسوا القبطان ورئيس المرسى بها وجعل الجند وأهل البلاد كلهم يأتون لذلك الامر ، فلما أحسن عثمان بذلك وتحقق خلعهم له خرج الى الرحبة خارج باب القلعة ومعه كاهيته وجماعة ، وأمر الكاهية بالمغني الى رجب بك أذ هو بيته الذي هو برأس شارع البلدية الكبير بازاء المدرسة العثمانية فذهبوا ، فلما حاذوا حوانيت الطباخين وممعوا كلام القوم وكثرتهم رجعوا للامير ودخلوا الحصار وأغلقوا الأبواب منه ولما أصبح جمل يرمي على البلد الكور والرصاص من الابراج والحرائق ، فهد غرفة عثمان رئيس المرسى ، واستعد القائمون لرمي على القلعة فرتبوا بالبرج المعروف مدرج التراب مدافع ورئيساً ، وجمعوا من البارود ما يكفيهم ، وكذلك كل برج ، وجعلوا يرمونه ، فلما رأى ذلك أمسك من الرمي، ولما أمسك أرسلوا ا عمان رئيس المرسى المذكور إلى رجب يطالبون أن ينزل على الامان ووعده القبطان أن إلى الامره فلم يتركه على الجربي ينزل اليهم وخاطبهم : لا ترفعوا أصواتكم فقد أرعبتم الباي بملوصو تكم، فرجعوا من عنده و أو عدوه شراء فلما أصبح تعلقت المساكر بجدران بيته وصعدها فوق أسطحة الدور التي بقرب دار رجب وجعلوا يرمون دار رجب بالرصاص، فمات من حاشيته نحو الخمسة ومات من الجند رجل ، تم مضوا فرتبوا مدافع مجاهداء الباي من ناحية الكنيسة وضربوها فانفلق بعضها وقتل رجل بالقرب منها، وأنهد وكن كشك رجب، ثم رتبوا مدافع أخرى من ناحية طرعود فلم يمكنهم ذلك، فأتاهم بعض الأسارى من الافرنج و حفر الفا حتى قرب من الدار فأحس به على الجربي فقر حتى لاقاء فهرب الافرنجي و بطال صقيعه ، ولما ضاق به الحال راسلهم بطلب الامان فأتاه بعض الفقهاء وغيرهم فأنزلهم على الامان ، وهم رجب وحرب الزياني و ابراهيم جلبي وأحمد السعد وعلي الجربي فقتلوهم عن آخرهم ، وجعلوا كل اثنين بسلسلة وتركوا جثتهم تأكلها الكلاب ، وأخرجوا محلة للقساه محلته فهزمتها مجلة الجند . فلما عاين عثمان ذلك شرب سما فمات تاسع شعبان سنة ثلاث وثمانين و ألف . قال البهلول : ولو استة مينا ظلمه لجمعنا من ذلك شيئاً كثيراً . انتهى باختصار .